”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”مصر أمانة الشعب والجيش”
بعد الأحداث الأخيرة والمتسارعة وسقوط نظام بشار الأسد علي يد ما يسمي بالمعارضة السورية المسلحة, في أيام معدودة نتيجة تخلي روسيا وإيران عن دعم نظام بشار الأسد وهروبه وعائلته كلاجئين في روسيا, أري أن سوريا الحبيبة ضاعت الي الأبد في يد مليشيا مسلحة تنتمي لتنظيم القاعدة وداعش وجماعة أنصار بيت المقدس وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تتخذ الدين الإسلامي ستاراً, كما أري أن سقوط سوريا وهروب واختفاء الجيش السوري دون أدني مقاومة ما هي إلا لعبة مصالح بين أمريكا وتركيا وإسرائيل" التي أعلنت صراحة دعمها للميليشيا المسلحة بالأسلحة المتطورة" من ناحية, وروسيا وإيران من ناحية أخري, والخاسر الوحيد هو سوريا والشعب السوري, الذي رغم فرحته من الخلاص من نظام بشار ومعتقلاته إلا أنه سوف يفيق علي كارثة وهي تقسيم سوريا الي دويلات ونهب ثرواتها بعدما "تفرقت دمائها بين القبائل".
الكيان الصهيوني نقل ساحة الحرب الي سوريا ونفذ أكبر عملية نوعية في تاريخه علي حد وصفه دمر خلالها مقدرات الجيش السوري وطائراته الحربية وسفن ومنشآت حيوية واستراتيجية ومخازن أسلحة وتوغل لعشرات الكيلومترات داخل الأراضي السورية وسيطر علي قمة جبل الشيخ والقنيطرة وبلدات أخري في انتهاك واضح وصريح لمعاهدة فض الإشتباك بين سوريا والكيان المحتل, وإيران بات بشكل جلي أنها باعت نظام بشار في مقابل برنامجها النووي, وتركيا تطمع البترول والغاز السوري, وروسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا, والخاسر الوحيد هو الشعب السوري الذي عاني ويلات الحروب في نظام بشار الهارب وسيعاني من التقسيم والبيع العلني علي يد ميليشيات المعارضة المسلحة.
وبات لا يخفي علي أحد أن مصر الدولة الوحيدة المتماسكة بين حدود مشتعلة مليئة بالصراعات والنزاعات والحروب الإقليمية والدولية ومخططات التقسيم وتركيع للدول, كما يعلم الجميع أن مصر الدولة الأقوي في محيطها الدولي والإقليمي وصاحبة أقوي الجيوش العربية والإفريقية علي الإطلاق والعقبة الوحيدة والأخيرة أمام الغرب لتقسيم الوطن العربي الي دويلات ونهب ثرواتها, ولنا في سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان وفلسطين, عبرة, وبات جلياً للقاصي والداني أن الهدف الرئيسي مما يحدث في الوطن العربي وافريقيا هو مصر, ومصر فقط كونها الدولة الوحيدة التي نجت مما يسمي بثورات الربيع العبري وخرجت منه أقوي وأكثر تماسكاً بقوات مسلحة قادرة علي حماية المقدرات والمكتسبات, كما أنها الدولة الوحيدة التي وقفت ضد مخططات تفريغ وقتل القضية الفلسطينية أو ما يسمي بمشروع القرن وتهجير الفلسطينين الي سيناء.
نعمة الوطن لا تعادلها نعمة, لدينا جيش وطني قوي وقادر علي حماية المقدرات والمكتسبات والحفاظ علي أرواح 110 مصري, في عالم لا يحترم سوي القوي, عالم لا يعترف بقوة القانون ولكن يعترف بقانون القوة, ولنا في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يمارسها الكيان المحتل في فلسطين وسوريا ولبنان عبرة, علينا جميعاً أن نتسلح بالوعي ضد ما يحاك علينا من مؤامرات, علينا أن نقف خلف الوطن, علينا أن نعلم جيداً أن مصر وجيشها وشعبها هم الهدف وليست فلسطين أو لبنان أو اليمن أو سوريا والسودان, حافظوا علي وطنكم, وأقولها عالية مدوية والله أبداً لن تسقط مصر, مصر التي جاءت قبل التاريخ بتاريخ, مصر في رباط الي يوم الدين.
بقلم محمد إمام