”قال يا مـقال”
الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب .. ”وزير إنسان”
ينتظر الشارع المصري ملامح ومواصفات حكومة "مدبولي" خلال الأيام القليلة القادمة, والتي يتمناها المصريون حكومة استثنائية نظراً لطبيعة الظروف والمهام الموكلة إليها من قبل القيادة السياسية وتتماشي مع آمال وطموحات الشعب المصري الذي يراها الملاذ في إيجاد حلولا علي أرض الواقع للمشكلات التي يعاني منها الشارع المصري في ملفات عديدة منها التعليم والصحة والاقتصاد والأسعار والرقابة وغيرها من الملفات الهامة.
يتمني المواطن المصري أن تكون حكومة تواجه التحديات بخطة عمل محكمة واستراتيجية واضحة لإنقاذ المواطن وتحقيق أحلامه المشروعة في حياة كريمة, نتمني وزير صحة بدرجة إنسان يعمل علي حل مشاكل المستشفيات الحكومة من عدم كفاية غرف الرعاية المركزة لاستيعاب الحالات الخطرة وأصحاب الأمراض المزمنة والحضانات وأجهزة التنفس الصناعي, علاوة علي غياب الدعامات والقساطر والمستلزمات الطبية, يتابع بشكل دوري حالة وتجهيزات المستشفيات العامة والتأمين الصحي التي تستقبل وتقدم الخدمة الطبية والصحية لملايين المصريين والتي لابد وأن تكون خدمة حقيقية آدمية وليست كما هي عليها الآن.
لابد وأن يكون للوزير الجديد رؤية واضحة وسريعة للنهوض بالمستشفيات الحكومية التي باتت في حالة يرثي لها وإعادة تأهيلها علي مستوي الكوادر الطبية أو الخدمات المقدمة أو الرعايات والحضانات والأسرة والمستلزمات وأيضاً علي مستوي التعامل الانساني مع المرضي, لابد وأن يتم إعادة تدريب وتأهيل الطواقم الطبية والتمريض والإدارة علي التعامل مع المرضي الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وتعود للطب رسالته السامية, لابد من حلول جذرية للقضاء علي قوائم الإنتظار والتي تسعي القيادة السياسية بكل قوة للقضاء عليها ولكن نظراً للظروف الاقتصادية والأزمة الدولارية لدينا نواقص في ملفات عديدة كالدعامات والقساطر والمفاصل الصناعية وغيرها, الأمر الذي ساعد في ارتفاع أسعارها بالسوق السوداء والمستشفيات الخاصة.
المستشفيات الحكومية ومنظومة التأمين الصحي هما الملاذ لملايين المصريين بعد سنوات من العمل في خدمة الدولة وحتي بلوغ سن المعاش وأيضاً للفئات التي لا تملك تأمين صحي وتعالج علي نفقة الدولة, كونها من الطبقات الفقيرة التي لا تملك رفاهية العلاج في المستشفيات الخاصة ومستشفيات الفندقة العلاجية, لذا لابد من اجراءات صارمة وعاجلة لتوفير النواقص وسد العجز بين المطلوب والمعروض, إضافة الي إعادة تأهيل وتدريب الطواقم الطبية والتمريض الذين يستغلون حاجة المرضي وكله بحسابه, الرد علي السؤال بحسابه تقديم الخدمة بحسابه رافعين "شعار شخلل علشان تعدي".
الدولة المصرية تولي اهتمامً كبيرا بملف بناء الانسان ولابد من تعميم الملف وتطبيقه علي كافة الملفات سواء التعليم أو الصحة وغيرها من الوزارات الخدمية لبناء منظومة متكاملة فيما بينها لتقديم خدمة تليق المواطن المصري, نعلم جميعاً أن الحمل ثقيل والتركة صعبة ولكن لابد وأن نبدأ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة, نتمني أن يشعر المواطن المصري بتغيير حقيقي ومردود فوري علي أرض الواقع وأن تكون الحكومة الجديدة علي قدر المسئولية وتعمل بكل ما لديها من جهد وتفان لخدمة الشعب المصري العظيم.. حفظ الله مصر.
بقلم: محمد إمام