”قـال يا مقـال”
محمد إمام يكتب .. ”حرب الإبادة والتجويع”
بعد مرور أكثر من 236 يوم علي حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يمارسه الكيان المحتل علي قطاع غزة والمجازر اليومية التي ترتكتبها إسرائيل ضد المدنيين العزل والأطفال والنساء وحرب التجويع والتهجير القسري التي يمارسها الكيان المحتل وهدم المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس وتجريف الشوارع والبنية التحتية في كل شبر في غزة وغارات الطائرات والقصف المدفعي والصاروخي, والذي والذي نتج عنه استشهاد 36 ألفا و171 شهيدا، و81 ألفا و420 مصابا حتي الأن, أمام أعين العالم العربي والغربي الذي لم يحرك ساكناً ولم يستطع أحداً إيقاف الحرب علي سكان القطاع الذين يموتون من القصف والجوع والعطش والرعب.
أكثر من 236 يوم علي حرب غزة التي تحولت الي مدينة أشباح تفوح منها رائحة الدماء في كل مكان, الجثث ملقاه في الشوارع وخاصة بعد تجريف المقابر من قبل محتل غاصب متعطش للقتل والدمار والتخريب لتنفيذ أجندته, يتحامي في الدول العظمي كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم, كيان لا يعترف بالمواثيق والقوانين الدولية, كيان لا يعرف غير قانون القوة.
يواجه المدنيون العزل في قطاع غزة, آلة حرب غاشمة تمارس المجازر والقصف المستمر بلا رحمة لا تفرق بين طفل أو سيدة, شيخ مسن أو شاب فهناك مئات الآلاف من سكان القطاع, وهم في براثن الجوع والمرض, تمر عليهم الأيام والليالي دون طعام أو ماء أو وقود أو أبسط مقومات الحياة, بعد أن منعت حكومة الكيان عمداً إيصال المساعدات والغذاء والوقود إلى غزة، وأعاقت المساعدات الإنسانية وحرمت المدنيين من أبسط وسائل البقاء على قيد الحياة كعقاب جماعي وحرب تجويع, أسلوب حرب قذر لا يمت الي الانسانية بصلة, وأي إنسانية أمام القتل الجماعي وحرب الإبادة التي يمارسها الكيان المحتل علي أهلينا في فلسطين, تحت أنظار العالم والضمير العالمي الغربي الذي يكيل بألف مكيال, لا يعطي أي حقوق إنسان سوي الانسان الغربي, رغم أن الفارق بين الانسان العربي والغربي مجرد نقطة.
حتي أن المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة أكدت أنها لم يعد لديها ما تقدمه من مساعدات لأبناء غزة، وتصف الوضع في القطاع بالكارثي وأنه الأمر وصل إلى مرحلة المجاعة , خاصة بعد إصرار سلطات الاحتلال على إغلاق معبر رفح الفلسطيني وكرم أبو سالم مما زاد من المعاناة لأنه منع تماماً دخول أى مساعدات رغم وجود مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عند بوابة رفح المصرية تنتظر الدخول, وحذرت مصر من تداعيات سيطرة الاحتلال على معبر رفح الفلسطينى وتعريض أبناء القطاع للمجاعة, مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته والضغط على إسرائيل من أجل وقف حرب الإبادة والتجويع والسماح بدخول المساعدات كما حذرت الكيان المحتل وحملته المسئولية كاملة عما يشهده القطاع من تدهور إنسانى غير مسبوق.
أري أن الهدف من تلك الحروب هي مصر, مصر التي تتحمل ما لا يتحمله بشر من ضغوط دولية للقبول بمخطط التهجير وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها, ضغوط إقتصادية, ومحاولات لمحاصرة مصر في ملف مياة النيل والبحر الأحمر, يحاولون جر مصر الي حرب لإستنفاذها ولكن والله لن تركع مصر إلا لله, والله من وراء القصد.
بقلم: محمد إمام