”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ” لكل مقام مقال”
"الفرحة حلوة مفيش كلام" ولكن لكل مقام مقال, فرحة ليلة العمر تختلف عن فرحة الأم بمولوها الأول وتختلف عن أول ضحة لمولودها وأول خطوة له علي الأرض, تختلف عن فرحة أول يوم مدرسة وأول حرف يكتبه طفلها ليتعلم القراءة والكتابة, تختلف حينما يصبح شاباً يافعاً أو فتاة جميلة, تختلف عن فرحة يوم التخرج بعد رحلة طويل من الأمال والألام والمصاعب والمواقف المفرحة والحزينة, لكنه وكما ذكرنا لكل مقام مقال محراب العلم مكان مقدس له قدسيته التي منحها له قيمة العلم وقدسيته ولن أبالغ حينما أقول أن المدرسة والجامعة لها قدسيتها كالمساجد والكنائس فلا يصح أن نري الأغاني والمهرجانات والرقص الخليع والمشين في أروقة الجامعات حتي ولوكانت في حفلات التخرج أو تسليم شهادات التقدير.
بأي عقل أستطيع أن أتجاوز تلك المناظر المحزنة والمخزية حينما أري طالباً يرقص علي مهرجان ويتمايل وكأنه بلطجي أو مسجل يمسك سلاحاً في يده ويرقص والاساتذة والحضور يصفقون ويتراقصون علي تلك النغمات الصاخبة تشجيعاً له علي ذلك الجرم, ولا أتحامل عليهم جميعا حينما وصفته بالجرم, والفتاة التي ترقص أمام المئات من الحضور" أولياء أمور وخريجين وأساتذة الجامعة, وطبعا رقص من فرحتها بحفل تخرها, أي فرحة تلك التي تفقد بناتنا الحياء ووتفقد الرجال النخوة وتجرد محراب العلم من قدسيته.
أي مستقبل يتنظرنا بعد أن وصلنا الي تلك المرحلة من التدني الفكري والأخلاقي, وأي فكر دخيل وأفكار مغلوطة تسللت الي عقولنا ومجتمعانا العربية, وأي حرب تمارس علينا حتي لا نفرق بين الحابل والنابل بين الصواب والخطأ بين الفرحة والمسخرة نعم المسخرة وغياب الوعي, ولن أتطرق الي الحلال والحرام اللذان هما أساس كل شئ ولكنني لست واعظاً أو داعية كي أتطرق الي الوضع من تلك الناحية حتي وان كانت لا تحتاج الي عالم دين أو مسئول افتاء ليقر بحرمانيتها لأنها واضحة وضوح الشمس ولكنني أخاطب القلوب قبل العقول أوجه رسالتي لكل أب وأم لكل أخ وأخت طالب وطالبه أفرح كما شئت ولكن لكل مقام مقال أفرح بحياتك ونجاحاتك ومستقبلك ولكن أحفظ لنفسك وقارك وللحرم الجامعي هيبته وقدسيته, أوجه رسالتي للأستاذ الجامعي ومسئولي التعليم في مصر ليست كل الموضة نافعة وتصلح لمجتمعاتنا العربية لا تصفق للباطل حتي ولو كان الباطل هو السائد في وقتنا الحالي.
علموا أولادكم والأجيال الجديدة قادة المستقبل أن بالعلم والعمل تحيا الأمم وأن الحرم الجامعي والمدرسة أماكن لتلقي العلم تحمل رسالة الله في أرضه وخلقه لابد وأن نزرع في الأطفال والشباب قيمة العلم وقدسية العمل به ولن نجاري الباطل في القول أو السكوت عن الحق خشية أن يصفنا البعض بالرجعية والتخلف والبعد عن ركاب المدنية والتقدم, ولنا في شباب العلماء والباحثين قدوة حسنة لمن أراد أن يعرف الفارق بين الطرفين أفيقوا قبل فوات الأوان فعدونا يحاربنا بالفكر الدخيل وحروب الجيل الرابع التي تسعي لتغيير المفاهيم وهدم القيم, هم يريدون القضاء علي القيم والسيطرة علي الدول من خلال عقول شبابها دون اطلاق طلقة رصاص واحدة.. والله من وراء القصد.. حفظ الله مصر.
بقلم محمد إمام