”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”التيك توك واللوك لوك”
في البداية لدي تساؤلات كثيرة لا أجد لها إجابات شافية وافية حول ماهية تطبيق التيك توك وهل هو مجرد تطبيق للتواصل الاجتماعي ونشر المحتوي أياً كان نوعه أم أنه جزء من مخططات التقسيم وحروب الجيل الرابع لهدم المجتمعات ةتفكيك القدوة وتحييد البوصلة؟! هل هو برنامج ترفيهي للمتعة والتسلية أم أنه مجرد وعاء خفي وغرف مغلقة لغسيل الأموال عن طريق هدايا اللايفات التي تصل أحياناً للملايين في دقائق معدودة خلال الجولات "وكبسوا كبسوا"؟!, هل بات وسيلة للشحاته الألكترونية وتحقيق حلم الثراء السريع وتشويه صورة المجتمع بعدما تسابق الجميع في الظهور بشكل غير لائق سواء بالتعري أو الشحاته لاستجداء الداعمين ومجاراتهم علي الخاص من أجل عيون "الأخضر واليورو".
وبقدرة قادر تحول الجميع الي مطربين وفنانين وصناع محتوي عملاً بمبدأ "أشمعني أنا" كزبرة بقي مليونير وأغانيه باتت ترند الترندات وصوره في المترو ويتم تكريمة في الجامعات الخاصة والأجنبية, وبيكا راح أمريكا وشاكر مش فاكر عدد سياراته الفارهة والهدايا الذهبية والألماظ التي تهبط عليه من سماء اللايفات وأرباح التطبيق, ومداهم مش فاهم بعد العمل في الأكشاك بات صاحب أكبر مطعم وكافيه في التجمع بملايين التيك توك, وليل ونورهان وحلموس هولاء هم صفوة المجتمعات "التيك توكية" والمثل والقدوة للشباب والأجيال الجديدة.
وأزيدك من الشعر بيتاً عن العواطليه من أشباه الفنانين والمرتزقة وأصحاب الفضائح الرنانة في لايفات السب والقذف و"الألوس" أقصد الفلوس, وكل واحد فاته قطار الفن وعفا عليه الزمن وأصحاب الفضائح, يستخدمون تلك المؤهلات للحاق بركاب الداعمين وقطار الدولارات والهدايا, "والمحتوي أيه يا تري.. مفيش", شوية هزار وضحك وتلميحات إباحية ولا عزاء لارشادات المجتمع التي يحددها "صاحب المحل" أقصد التطبيق, "ومش مهم تضيع معاها القيم والقدوة وأحلام وطموحات الأجيال الجديدة, ومش مهم تضيع الأصول والتقاليد وتحل محلها وتترسخ لدينا بالقوة عادات جديدة ومفاهيم أخري, أنه كله بقي للبيع وكله بتمنه, وقيمتك علي حسب ما تقدمه للداعمين.
وبات السؤال الأهم ماذا أفعل لحماية أولادي وبماذا أنصحهم وأمامهم مليونيرات بدون مجهود أو عمل, وخريجي جامعات بلا عمل؟!, هل أنصحهم بأن يكونوا كزبره وحنجرة ومداهم وشاكر وكروان وليل ونورهان والشبح والمعلمة, أم يكون طبيب ومهندس وصحفي غلبان شقيان تعبان!!, وهل بالفعل نجحت الدول المعادية بأجهزة استخباراتها في تنفيذ مخططات التقسيم وتفكيك القدوة وتغيير بوصلة المجتمعات العربية, وتحقيق انتصارات حقيقية في استعمار عقول الشباب فيما فشلت في تحقيقه بقوة السلاح والحروب التقليدية, أم أن هناك شباب مثقف وواع وحفظة كتاب الله يعرف ويقدر قيمة العلم والعمل يعي جيداً حجم المؤامرات التي تحاك علينا وأن تلك الغزوات التكنولوجية هدفها تدمير المجتمعات العربية.
أطالب الجهات المعنية وأجهزة الدولة في التصدي لتلك المخططات بإحكام الرقابة والسيطرة بأي شكل كان سواء بالمنع أو الحجب أو تقييد المحتوي علي تلك التطبيقات التي لا تقل خطراً عن الإرهاب والمخدرات, حفاظاً علي الأجيال الجديدة والنشء, حفاظاً علي الحاضر والمستقبل وحماية الأمل في غد أفضل .. والله من وراء القصد.
بقلم : محمد إمام