”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”رمضان المحبة والسلام ”
أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان المعظم, شهر الرحمة والطاعات, شهر القرءآن والرحمات, شهر النفحات والروحانيات, لابد وأن نستعد للشهر الكريم بالعودة الي الله وكتابه, نتقرب الي الله بالطاعات والعبادات وحسن الخلق, نتقرب الي الله بصالح الأعمال, نراجع أنفسنا فيما مضي, نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم, علينا بإصلاح القلوب والعقول, علينا أن نرحم أنفسنا قبل أن نرحم غيرنا, نحتاج جميعاً لوقفة مع النفس, نتوب الي الله من الذنوب والخطايا, التاجر المستغل ينظر الي أخرته ويعلم علم اليقين أن ما يكنزه في الدنيا حراماً بدون وجه حق سيحاسب عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها, البائع الذي يقوم بتخزين السلع لتعطيش الأسواق وبيعها بعد ذلك بأضعاف ثمنها بحجة أن التجارة شطارة, يعود الي الله ويعلم أنه يكسب حراماً.
أنصحكم ونفسي بالتحلي بالعبادات الدينية والإنسانية والأخلاقية, فالدين معاملة بين البشر قبل أن يكون مع خالق البشر, فمن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب, أن يكون إنساناً يحمل صفات المتقين يرحم ليرحم, يعلم أن التجارة مع الله أعلي وأغلي, أن الأمانة كنز وبركة, أن الإحتكار ورفع الأسعار علي الناس لها حساب كبير عند رب الناس.
أتمني أن نغتنم الشهر الكريم في التقرب الي الله بحسن الخلق قبل التقرب بالعبادات نتحلي بالتسامح ومكارم الأخلاق, نتحاب في الإنسانية, أتمني أن يعم السلام في كل زمان ومكان فالحياة أبسط من تلك التعقيدات التي نصنعنها بأيدينا, وأسهل من المكبلات والقيود والبروتوكولات التي يصنعها البشر, لتكن السهل اللين الرحيم ونبتعد عن الفظاظة وغلظة القلب, فالجنة لا يدخلها متخاصم أو قاطع رحم أو غليظ القلب.
أتمني أن يهل علينا الشهر الكريم وقد انتهت حرب الإبادة التي يمارسها الكيان المحتل ضد أهالينا في قطاع غزة, أتمني أن تنتهي حرب السودان, أتمني أن يعود السلام والإستقرار لليمن وسوريا وليبيا والعراق, أن تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية, أن يعم السلام والأمان للعالم أجمع بلا تفرقة أو تمييز بين إنسان عربي وغربي, أتمني أن يعلم الجميع أن العالم يتسع للجميع, وأنه لا يوجد في الحياة أحق من الحق في الحياة.
دعوة رمضانية إنسانية دعونا نتصالح مع أنفسنا قبل أن نتصالح مع غيرنا من بني البشر دعونا نعلم جيداً أن الدنيا دار مقر والأخر مستقر, نعيشها بحب وتسامح وسلام ليتذكرنا الجميع بالخير والسيرة الطيبة بعد الموت, أفضل من أن تكون منبوذا يخافك الجميع, عملا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "إن أشر الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه" ووصفه بأشر الناس، والله جل جلاله يبغض من كانت تلك صفاته "إن الله ليبغض الفاحش البذيء"
بقلم محمد إمام