”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”كورونا الأخلاق والضمير”
يعيش العالم بأثره حالة من الزعر والقلق بعد اكتشاف فيروس كورونا المستحدث وتكثف الدول جهودها لاحتواء أزمة الفيروس القاتل، الذي تجاوزت أعداد المصابين لـ 89 ألف والوفيات لـ 3048 والمعافين لـ 45 ألف فى 60 دولة، ورفعت منظمة الصحة العالمية درجة تقييمها لخطر انتشار وتأثير فيروس كورونا إلى مستوى مرتفع للغاية على مستوى العالم, ووصف الزيادة المستمرة في عدد الحالات والبلدان المتضررة مؤخراً بالمثيرة للقلق, وما تبعه من تراجع كبير للبورصة العالمية، نتيجة للهبوط العالمي بسبب تزايد المخاوف من زيادة رقعة انتشار المرض.
ورغم حالة الهلع والخوف من ذلك الفيروس إلا أنني أري أنه لا يتعدي كونه فيروس مستحدث سيتم إكتشاف مصل أو علاج له قريباً وستنتهي تلك المخاوف وستعود الحياة الي طبيعتها من جديد, ولكن ما يشغلني هو فيروس الأخلاق والضمير وحالة العشوائية والإنحطاط والفساد التي تجتاح المجتمعات بداية من اضطهاد المسلمين في بعض البلدان أمثال الصين والهند وغيرها إضافة الي روح الإنفلات الأخلاقي التي تعم المجتمعات, ازدواجية المعايير بين الخير والشر والحلال والحرام وإعادة رسم خريطة العادات والتقاليد بما يتماشي مع العصر الحديث من تكنولوجيا وعفن فكري وأخلاقي, وانتشرت في الأونة الأخيرة أشباه الأشياء الخالية من الروح والمعني والمضمون.
بات لدينا شبه ودين أخلاق, شبه ضمير وإنسانية, شبه رجل وامرأة, شبه فن وموسيقي, شبه حلال وحرام, عملا بمبدأ "كده ينفع وكده ينفع", زمن المسخ يتحكم فيه الأشباه بالأجيال القادمة والمستقبل بفضل قدرتها علي التلون والتكيف مع البيئة المحيطة, حرباء ناعمة تدس السم في العسل تحت مسميات مختلفة, تنشر الفساد في كل زمان ومكان, تلوث الذوق العام والسلم العام والأمان المجتمعي, تغيرت معه المبادئ والمفاهيم باتت الوقاحة صراحة, السب والقذف وهتك الأعراض بالقول واللفظ, قوة وإقدام, المهرجانات ودراما العنف والبلطجة والمخدرات, رسالة فنية سامية وواقعية, التكنولوجيا والسوشيال ميديا, الحاكم بأمره, تهب من تشاء وتحرم من تريد, علينا أن نجمع ما تبقي من القيم والعادات والتقاليد, علموا أولادكم الحلال والحرام وكلاهما بين, علموهم القيم الدينية الوسطية السمحة, علموهم أن الخير والشر لا يستويان, أن عبادة المولي في أخلاقك وتعاملاتك مع الآخرين, فالدين معاملة.
بقلم: محمد إمام