”قـال يا مقـال”
محمد إمام يكتب .. ”يا ليت قومي يعلمون”
شهدت تلك المساحة علي مدار حلقات كثيرة تبيهات وتحذيرات من تفشي فيروس ومرض الشهرة والتريند, الذي بات الشغل الشاغل والمحرك الوحيد لحياتنا جميعا, سواء كنا مستقبلين أو مرسلين, وباتت محركات البحث عن الشهرة وحلم الثراء السريع, دون تعب أو تقديم خدمة وفائدة للمجتمع والبشرية, الشغل الشاغل لجميع الفئات والطوائف بداية من الأطفال والشباب وحتي الشيوخ, تحول الجميع الي آداة في يد محركات البحث طمعاً في "الفلوس", الكل يعرض بضاعته النافقة, هناك من يعرض جسده للبيع عن طريق "الروتين اليومي" وهن سيدات ترتدين النقاب لإخفاء ملامحهن وملابس شفافة وضيقة لا تسمن ولا تغني بحجة ترتيب الشقة والمطبخ والحمام وغيرها لعرض البضاعة الرخيصة.
وهناك من يقدم محتوي لمشاهد أقل ما توصف بالجنسية, وأخر عامل فيها فنان بيقدم موهبته الرخيصة وينتظر الفرصة الأرخص, وأخر يضرب زوجته في ليلة الزفاف وتلتف حوله قنوات الشر ويطلب مقابل مادي للظهور, وثالث يبيع الوهم للمرضي بحجة أنه طبيب أعشاب مرخص من وزارة الصحة, يستغل الام البسطاء ويطلب الألاف مقابل الكركمين الذي يعالج الضغط والسكر والخشونة والقلب ورد المطلقة وجلب الحبيب, ورابع يعرض مرهم بديل لعمليات الخشونة ومفاصل الركبة, ومنتجات عسل الدكتور فلان للخصوبة والانجاب, وجميعهم تجار بشر.
أري أن تلك الفئة أشد خطراً علي المجتمع من تجار المخدرات, الذين يعرضون بضاعتهم المشبوهة علي المدمنين, حيث أن تاجر الكيف, يستهدف المدمنين فقط, يأتي اليه من يريد ليشتري سمومه وهو يعلم خطرها ويدفع مقابله طواعية, ويعاقب القانون الطرفان نتيجة للجرم المرتكب, أما المتاجرين بألام البسطاء والمغيبين بحجة انهم يقدمون العلاج والحل السحري, يتاجرون بجهل الضحايا ومرضهم, تلك الشريحة بكافة أشكالها لابد وأن تعاقب وتحاسب بتهم الإضرار العمد, وتشويه صورة المجتمع, والمتاجرة بالام والمرض, وتقديم محتوي مسيئ, وغيرها من التهم لينالوا ما يستحقون من العقاب علي ما اقترفوه من خطايا في حقنا جميعاً, لابد وأن يكون الجزاء من جنس العمل, لابد وأن نضع من يستحق في المقدمة لابد وأن يكون المخترع والمبتكر والباحث في المقدمة, لابد وأن نضع الضباط والجنود في المقدمة, لابد وأن يكون المعلم والطبيب والصحفي في مقدمة الصفوف, لابد وأن يعود للفن رسالته وقدسيته المفقودة, لا يصح إلا الصحيح, لا يستوي الذين يعلمون ويعملون مع أصحاب الفتن والضلال والإنحلال, ويا ليت قومي يعلمون.
بقلم : محمد إمام