قال يا مقال
الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب .. ”أعياد الميلاد ودماء الشهداء”
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بأعياد رأس السنة الميلادية أو الكريسماس .. تحتفل إسرائيل "الضعيفة" بقتل المدنيين العزل وهدم المساجد والكنائس والمدارس لتوهم العالم بأنها تنتصر في حربها ضد المقاومة الفلسطينية، ولكن الحقيقة المجردة أنها فشلت وتفشل وستفشل في تحقيق أي من أهدافها المزعومة, واستطاعت المقاومة الفلسطينية بأسلحتها وصواريخها بدائية الصنع أن تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة على مستوي الأفراد والمعدات وخاصة بعد عملية الاجتياح البري وتدمير دبابات الميركافا فخر الصناعة الاسرائيلية والتي يتجاوز ثمنها ٧ ملايين دولار، بصاروخ لا يتجاوز ثمنه ٥٠٠ دولار فقط.
لابد وأن نعلم جميعاً, في الوقت الذي يروج فيه الكيان المحتل أكاذيب الانتصار وحصار حماس واقتراب النهاية ما هو إلا " تحلية بضاعة" وأن هناك انقسامات داخل مجلس الحرب والشارع الاسرائيلي وما صاحبه من هروب ونزوح أكثر من 250 ألف اسرائيلي الي خارج فلسطين خوفاً من الحرب والنجاة بحياتهم وخاصة في ظل الضربات الموجعة اليومية للمقاومة وبث فيديوهات ترصد قتل الضباط والجنود وتدمير الدبابات والمدرعات الاسرائيلية.. وباتت الحقيقة الوحيدة وهي أن إسرائيل تترنح وسقطت في مستنقع الحرب البرية في غزة, رغم حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تشنها علي المدنيين والتي راح ضحيتها أكثر من 21 ألف شهيداً و55 ألف مصاب.
لابد وأن تعلم الجميع أن اسرائيل كل يوم في شأن التخبط أسلوب حياة الكذب واخفاء الأرقام الحقيقية هم السمة الغالبة والوحيدة لعدم تصدير الخيبة والفشل أمام الرأي العام ولكن هيهات في ظل وجود القنوات الفضائية والسوشيال ميديا رغم محاولاتهم المستميتة في قطع الاتصالات وقتل الصحفيين واخفاء أعداد قتلاهم التي تتكدس بالمئات في ثلاجات الموتى بالمستشفيات وذلك طبقا لشهادة صحفي اسرائيلي .
اسرائيل تتحدي العالم لأنها تستقوي بأمريكا والغرب وتعلم أن لا أحد يستطيع أو يتمني مواجهة منتخب العالم والناتو ولكنها لا تعلم أن عقيدة فلسطين راسخة وأن كل شهيد فلسطيني يموت يولد غيره الألاف من الأطفال والشباب أصحاب عقيدة لم ولن تتغير وهي الحفاظ على الوطن بدماء أصحاب الأرض، حتى يتحقق وعد الله.
إسرائيل تحاول تحقيق نصر زائف من خلال آلة إعلامية ضخمة ومنصاتها الناطقة باللغة العربية والتي تعمل بكل طاقتها لتوصيل رسالة للعالم العربي بأنها صاحبة اليد العليا في حربها على غزة، تحاول النجاح فيما فشلت فيه على أرض الواقع، وأكبر دليل هو عدم قدرتها على تحرير الأسري من الجنود الإسرائيليين، والقضاء على المقاومة أو حتى إضعافها، واضطرت صاغرة الي الانصياع والدخول في مفاوضات مع من وصفتهم بالجماعات الإرهابية وقبلت بالهدنة وتبادل للأسري ووقف لإطلاق النار.
علينا جميعاً أن نعي حجم الحروب الإعلامية التي تدار بمنتهي الحرفية من إعلام مدفوع، علينا أن نعلم حجم المؤامرات التي تحاك على وطننا العربي وأن فلسطين لن تكون الأخيرة ولكنها مجرد بداية، علينا أن نعي جيدا أن الحق لابد وأن تكون له قوة تحميه، علينا أن نقف خلف وطننا ومؤسساتها وقواتنا المسلحة حتى لا يأتي علينا الدور، علينا أن نفهم جيداً أنهم يريدون إضعافنا من الداخل بعدما فشلت محاولاتهم في الضغط علينا عسكرياً أو اقتصاديا، ورغم الاستفزازات والضغوطات التي تمارس علينا والله ثم والله لم ولن نركع إلا لله.
بقلم محمد إمام