”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”أجازتك بوطنك.. ساعد بلدك”
تحتاج مصر تكاتف جهود الجميع للمرور من الأزمات الطاحنة التي تجتاح العالم بداية من أجهزة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية تحت راية التحالف الوطني للعمل الأهلي الذي يجمع تحت رايته 24 جمعية ومؤسسة أهلية وكياناً خدمياً وتنموياً و30 اتحاداً نوعياً و27 اتحاداً إقليمياً, مما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية ووصول الدعم لمستحقيه وتحقيق حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجاً, إلا أننا نحتاج أن نفكر خارج الصندوق للعبور من النفق والوصول بر الأمان.
ومن أهم المبادرات التي تحتاج الي إعادة إحياء, مبادرة وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج تحت شعار "فى إجازتك بوطنك نشوفك ونسمعك"، والتي أطلقتها وزارة الهجرة في عام 2018, بهدف تعزيز ارتباط المصريين بالخارج وأبنائهم بالوطن خاصة الجيل الثاني والثالث، وتفعيل التواصل معهم من خلال أنشطة متنوعة تساعد على تثقيف المصريين بالخارج سياسياً ودينياً واجتماعياً.
وكان الهدف الأسمي هو جذب السياحة الخارجية من الطيور المهاجرة والجاليات المصرية بالخارج, إضافة الي المساهمة في جهود التنمية بالبلاد من خلال الترويج للمشروعات التي تقوم بها مصر الجديدة وجذب استثمارات المصريين بالخارج للمشاركة مع أبناء الوطن فى مسيرة البناء والتنمية, كما يهدف أيضًا الي مناقشة المشكلات المختلفة التي تواجه الطيور المهاجرة والحلول المقترحة حسب رؤيتهم، والاستماع إلى أفكارهم ومحاولة تطبيقها مع الجهات المعنية, الأمر الذي يساهم في زيادة الولاء والإنتماء وربطهم بالوطن الأم, وبالتالي زيادة تحويلات المصريين بالخارج من "العملة الصعبة" والتي وصلت في 2021 لأكثر من 31 مليار دولار.
أري أن المصريين بالخارج كنز حقيقي لابد من استثماره بما يحقق الفائدة للطرفين ويخدم مصالح الجانبين, كما أري أن دور وزارة الهجرة هام ومحوري في زيادة جسور التواصل بين الدولة وأبناء الوطن في الخارج, الذين لا يدخرون جهداً في الوقوف خلف الوطن في عثراته, يتسابقون في مد يد العون بالخبرات والنجاحات التي حققوقها في البلاد التي يعملون بها, بداية من الخبراء العالميين في مجالات الطب والهندسة ورجال الأعمال والمستثمرين, تطوعيا وبدون مقابل لرد جميل مصر عليهم.
كما أري أن وزارة الهجرة برئاسة السفيرة سها جندي تبذل مجهودات كبيرة لربط الطيور المهاجرة بوطنهم بداية من الشركة الإستثمارية للمصريين بالخارج, وإرسال كل ما يخص الخريطة الإستثمارية للوزارات والقطاعات المختلفة الي المستثمرين, بداية من السياحة وقطاع الأعمال العام, وشرح تفصيلي للمشروعات المتاحة بكل قطاع, والأراضي والشركات المتاحة للبيع أو الشراكة بنظام المساهمة, والتنسيق مع وزارات التجارة والصناعة وقطاع الأعمال العام والزراعة ومحافظ البنك المركزي، والهيئة العامة للاستثمار والرقابة المالية والبورصة المصرية، لمناقشة الأفكار والآليات الخاصة بإنشائها، في مختلف الأنشطة الاستثمارية, بداية جيدة لإشراك المصريين بالخارج في مسيرة البناء والتنمية, وننتظر المزيد والمزيد من أبناء الوطن بالداخل والخارج لخدمة مصر الأم والوطن.
بقلم: محمد إمام