السبت 21 ديسمبر 2024 مـ 06:33 مـ 19 جمادى آخر 1446 هـ
أي خبر
أي خبر
أي خبر
رئيس مجلس الإدارةشريف إدريسرئيس التحريرمحمد حسن
د.ياسمين فؤاد فى حوار مجتمعى بجامعة جنوب الوداى للحديث عن عدد من القضايا البيئية الملحه وأهم مستجدات الملف البيئي في مصر. وزير الإسكان يبحث مع نائبة بنك الاستثمار الأوروبي موقف تنفيذ المشروعات المشتركة.. وسبل تعزيز التعاون المستقبلي وزارة السياحة والآثار تنفي بشكل قاطع ما يتردد حول تأجير اليوتيوبر الأمريكي الشهير Mr Beast لمنطقة أهرامات الجيزة رانا راشيتا : استضافة مصر لقمة الثماني رسالة واضحة على ثقة العالم في القيادة المصرية النائب خالد القط: استضافة مصر لقمة الدول الثماني تأكيد على مكانتها كمحور للتعاون الإسلامي ”صناع الدفا” في الفيوم و”دفا وستر” في الأقصر لدعم الأسر الأولى بالرعاية مائدة مستديرة حول ”دور المنظمات الأهلية في دعم التطوع الأخضر” وقافلة طبية شاملة في سيوة” محمد إمام يكتب .. ”مصر أمانة الشعب والجيش” العدالة الاجتماعية يهنئ الرئيس السيسي بالفوز بجائزة التميز من الاتحاد الافريقي رانا راشيتا : قانون الضمان الاجتماعي الجديد نقلة نوعية نحو العدالة الاجتماعية وحوكمة الدعم رئيس الوزراء يشهد احتفالية العيد السنوي الرابع ليوم الطاقة النووية بالعاصمة الإدارية الجديدة وزيرة التنمية المحلية تعرض آليات وجهود تحقيق التنمية العمرانية والزراعية المستدامة وتقليص الفجوات التنموية بين الريف والحضر

حق الوالدين

أ.د/ محمد مختار جمعة وزير  الاوقاف
أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الاوقاف

عندما ننظر في كتاب الله (عز وجل) وفي سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نرى كيف تكون العلاقة المثلى بين الأبناء وآبائهم , حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الإسراء : 23-24) , ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله أحد الناس : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: “الصلاة على وقتها” , قال : ثم أي ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : “ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ” , قال : ثم أي ؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : “الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ” .

انظر إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) كيف قدم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله , وعندما جاء أحد الشباب يستأذنه (صلى الله عليه وسلم) في الجهاد قال له سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “أحَيٌّ وَالِدَاكَ؟” قال : نعم , قال : “فَفِيهِمَا فَجَاهدْ”, وجاء أحد الناس إليه (صلى الله عليه وسلم) فقال : يا رسول الله , إني أصبت ذنبًا عظيمًا , فهل لي من توبة ؟ قال : “هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟” قال : لا , قال: ” هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟” قال نعم , قال : “فبرها” (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان) , فانظر إلى بر الخالة, فضلا عن بر الأم كيف يكون وسيلة للتوبة والمغفرة وحسن المثوبة والعاقبة ؟.

أما العقوق نعوذ بالله منه فيقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في شأنه : ” اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ” (متفق عليه) , ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟” ثلاثًا , قالوا : بلى يا رسول الله , قال : “الإشْرَاكُ بالله ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ” وجلس وكان متكئًا ، فقال : ” أَلا وَقَوْلُ الزّورِ” قال : فمال زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت .

ويقول الحق سبحانه : ” وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (النساء : 36) , ويقول (عز وجل) : “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ” (العنكبوت : 8) , ويقول الحق سبحانه : ” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ” (لقمان : 14) , وكان سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) يقول : ثلاث في القرآن نزلت مقترنة بثلاث لا تقبل واحدة منها دون الأخرى:

فأما الأولى فقول الله تعالى : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ” (المائدة :92) , فلا تقبل طاعة الله إلا بطاعة رسوله “مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ”(النساء :8).

وأما الثانية فقوله تعالى : “فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ” (الحج :78) , ولذا قاتل سيدنا أبو بكر (رضي الله عنه) مانعي الزكاة , وقال : “والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقاتلتهم عليه , والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة” .

وأما الثالثة فهي قوله تعالى : ” أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” (لقمان :14) , فلم يشكر الله من لم يشكر لوالديه , فمن عقّ والديه لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ , وَلاَ مَنَّانٌ” .

وقد يرى بعض الشباب أنه أكثر تدينًا من والده , فيغلظ له القول أو يسيء معاملته , فنقول لأمثال هؤلاء : انظر يا بني إلى قول الحق (سبحانه وتعالى) في شأن الوالدين : “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” (لقمان : 15) , فالوالدان حتى مع كفرهما أو حتى حال محاولتهما أن يحملاك على معصية الله أو حتى على الكفر , فلا تطعهما في ذلك غير أن ذلك لا يخول لك سوء معاملة أي منهما , إنما يجب أن تكون في جميع أحوالك كما أمرك الحق سبحانه “وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا” , على أن ندرك أن ذلك ليس تفضلا منك إنما هو حق وواجب عليك تأثم إن قصرت فيه أو لم تقم به , وعليك أن تدرك أن عقوق الوالدين مما يجعل له العقوبة في الدنيا مع ما فيه من غضب الله (عز وجل) في الآخرة , ويروى أن أحد الناس صنع لوالده إناء خشبيًّا فسأله أصغر أبنائه يا أبي لم صنعت هذا الإناء الخشبي ؟ قال : يا بني لنضع فيه الطعام لجدك الذي كبر حتى لا ينكسر , فقال الولد حسنا يا أبتاه سنضع لك فيه الطعام عندما تكون مثل جدي , فافعل ما شئت كما تدين تدان