الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 11:03 مـ 19 جمادى أول 1446 هـ
أي خبر
أي خبر
أي خبر
رئيس مجلس الإدارةشريف إدريسرئيس التحريرمحمد حسن
رئيس الوزراء يشهد احتفالية العيد السنوي الرابع ليوم الطاقة النووية بالعاصمة الإدارية الجديدة وزيرة التنمية المحلية تعرض آليات وجهود تحقيق التنمية العمرانية والزراعية المستدامة وتقليص الفجوات التنموية بين الريف والحضر محمد إمام يكتب .. ”حياة كريمة لشعب عظيم” 35 مليون مستفيد في القري الأكثر احتياجاً .. 32 % من الذكور و53% إناث و5% أطفال 10% ذوي احتياجات خاصة محمد إمام يكتب .. ”التيك توك واللوك لوك” وزير قطاع الأعمال العام يتفقد مصانع شركة ”سيجوارت” لإنتاج الفلنكات الخرسانية وزير التموين يستقبل السفير الفرنسي بمصر لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك، ومتابعة الموقف التنفيذي للمشروعات المشتركة الجاري تنفيذها رئيس التأمين الصحي الشامل : مؤتمر ”إيجي هلث” هو أكبر منصة إقليمية في مصر تجمع بين خبراء ومستثمري القطاع الطبي. رئيس الوزراء يتفقد مجمع الخدمات الحكومية بقرية الشغب بإسنا رئيس الوزراء يتفقد محطة مياه الشرب الجديدة بقرية الهنادي شرق إسنا ”المشاط” تُشارك في جلسة نقاشية لمناقشة دور القطاع الخاص في دفع التعاون جنوب جنوب وزير قطاع الأعمال العام يبحث مع وفد البنك الدولي تعزيز التعاون المشترك

" قـال يا مـقال "

” الموت ” لسماسرة الموت

 

بقلم : محمد إمام

[email protected]

 

الهجرة غير الشرعية مسلسل لا تنتهي حلقاته أبطاله سماسرة الموت وضحاياه أرواح الشباب الأبرياء .. تلك الظاهرة باتت كابوسا مخيفا وقنبلة موقوتة تهدد المجتمع وتشكل خطرًا على الوضع الاقتصادي والأمني للبلاد .. وأصبح من الطبيعي أن نستيقظ يوميا علي غرق مئات البسطاء الذين وضعوا أحلامهم علي مراكب متهالكة  أملا في الحصول علي حياة كريمة ولكنها للأسف نقلتهم للموت في عرض البحر ,.

 

أستيقظ الشعب المصري منذ عدة أيام علي كارثة غرق احدي المراكب بمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد على بعد 12 كم تقريبًا من البوغاز وسواحل كفر الشيخ، كانت تقل على متنها أكثر من400شخص في محاولة للهجرة بطريقة غير شرعية , , تم انتشال 204 جثث بمستشفيات البحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ حتي الآن , وحينما تستمع إلي روايات الناجين من الغرق بداية من تخزينهم بمزرعة دواجن لأيام قبل السفر تمهيدا لنقلهم إلي مركب صيد متهالكة لا تصلح لحمل المئات من الشباب والسير بهم داخل المياه لمئات الكيلو مترات ووصولا إلي تخزينهم داخل ثلاجة السمك بالمركب التي لم تستطع الصمود أمام الحمولة الكارثية والأعداد الكبيرة وغرقت في عرض البحر,حاملة معها أحلام وطموحات بائسة ويائسة لشباب وأطفال ونساء تناثرت جثثهم لتغطي مياه البحر ومازال البحث مستمرا لانتشال مئات الجثث التي ما زالت عالقة داخل المركب إلي الآن .

 

لجوء الشباب إلي مراكب الموت جاء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وضيق ذات اليد والغلاء الجنوني في كل شئ وندرة فرص العمل , وأكدت الأبحاث أن أغلب المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية خارج حسابات الحكومة " مش علي الخريطة " بداية من غياب الخدمات والمرافق وتفشي الجهل والبطالة وانعدام أبسط مقومات الحياة الآدمية, وأوضحت أن ليبيا تمثل منطقة جذب للهجرة غير الشرعية للوصول إلي أوربا ، عن طريق قطع البحر في اتجاه جزيرة لامبيدوزا، التي تقع بين مالطا وتونس وتتبع إيطاليا إداريًا وبحسب إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة في ختام عام 2012, يقصدها ما يقرب من مليون مهاجر من مصر والوطن العربي .

 

والسؤال الذي يطرح نفسه أين دور أجهزة الدولة ممثلة في وزارة الهجرة ولجنة مكافحة الهجرة غير الشرعية والقوي العاملة في القضاء علي أسباب الكارثة من الجذور ؟ هل أكتفت الدولة بالشعارات الرنانة بتوفير فرص عمل للشباب وتنمية الفري المصدرة للهجرة بمحافظات مصر ؟ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات .

 

.. لابد وأن نواجه الكارثة بشجاعة بداية من الاعتراف بها ومرورا بتحديد الأسباب والدوافع ووصولا لوضع تصورات عاجلة وخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل للقضاء عليها , علاوة علي حصر فوري للقرى والنجوع بالمحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية وعمل تنمية فورية بها بإنشاء مصانع وإعادة تأهيل للشباب وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بقروض بدون فوائد بالتزامن مع حملات توعية بمشاركة جميع أجهزة الدولة , وتغليظ العقوبات علي سماسرة الموت تصل إلي الإعدام للمتاجرين بأحلام الشباب وأرواحهم ..