" قال يا مقال "
”دواليب الكيف.. بالهنا والسطل ”
باتت المخدرات كابوساً يومياً يطارد المجتمع بكافة فئاته وشرائحة وقنبلة موقوتة, لا تقل خطراً عن حرب الإرهاب الذي تتصدي له الدولة بمفردها ممثلة في القوات المسلحة والشرطة وتواجه تنظيمات عجزت أجهزة استخباراتية وتحالفات دولية في التصدي لها أمثال " داعش وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وولاية سيناء وغيرها من أعداءنا في الخارج.
.. أكدت إحصائيات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن لعام 2016 أن معدل الإدمان في مصر وصل الي 2.4% من السكان بينما نسبة التعاطي 10.4 % وأن 80% من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير المخدرات مشيرا الي أن تلك النسب ضعف المعدلات العالمية .. في حين أوضحت الصحة النفسية أن نسبة الإدمان في مصر تجاوزت 3 ملايين مدمن والمتعاطين 15 مليونا.
.. ومع لجوء تجار الكيف الي طرق مبتكرة في التهريب والتوزيع وعرض البضاعة بداية من وجود " دولاب "علي" ناصية " كل شارع بالمناطق الشعبية و" الهاي كلاس " أيضا , يوجد به "كل ما لذ وطاب "من المخدرات والسموم وعلي رأي المثل " بالهنا والسطل "مرورا بالمقاهي والمحال التجارية بنظام" الفول بورد "
و" الشاي كومبليه " ووصولا لإستخدام وسائل النقل الحديثة والمتطورة " التوك توك "مع إستخدام وسائل الأمان والحماية وتطبيق أقصي مبادئ الحيطة والحذر في التعامل بإستخدام الكلاب البوليسية من أفخر الأنواع إضافة الي الأسلحة النارية والخرطوش لحماية تجارتهم المشبوهة , وكله "علي عينك يا تاجر " مستغلين إنشغال اجهزة الدولة بحربها علي الإرهاب تارة وضعاف النفوس ومعدومي الضمير تارة أخري .
.. بات المواطن المصري فريسة بين مطرقة لقمة العيش والغلاء الجنوني في كل شئ وسندان الخوف من تجار الكيف الذين يحاصرونه في البيت والشارع والمقهي والعمل والسينما والتليفزيون وحتي في أحلامه , لا يستطع حتي مجرد التفكير في تغيير الواقع المرير الذي يعيشه خوفا من العقاب الرادع الذي سيناله وبطش " أباطرة الكيف ".
.. وإحقاقاً للحق تواجه وزارة الداخلية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات حربا جديدة من نوع آخر خاصة مع دخول أنواع جديدة الي السوق المصري أمثال الفودو وهو عبارة عن بودر أقوى من الحشيش ويوضع على السجائر، والكبتاجون وهو عقار منشط نفسى ومخدر منتشر فى دول الخليج علاوة علي " البيسة " وهي الهيروين بإستخداماته المتعددة كالشم والحرق والحقن إضافة الي الحشيش والبانجو والترامادول ومشتقاته " التامول والتروماندين والتراماجاك "وغيرها , ورغم الجهود المضنية التي تبذلها الوزارة إلا أن الأمر يتطلب جهوداً مضاعفة لإحكام السيطرة وغلق الحدود الغربية التي تمتد لأكثر من 1300 كيلو متر , وبات ضرورياً استخدام البحث العلمي والأساليب غير التقليدية لمجابهة الطرق الحديثة في التهريب فضلا عن توجيه ضربات استباقية لتجار الكيف وأباطرة المخدرات علي الحدود والقضاء علي ظاهرة " الدواليب " التي أنتشرت في كل زقاق وحارة وشارع وميدان والأخد في الإعتبار أن التطهير مسألة أمن قومي .
بقلم : محمد إمام