" قال يا مقال "
” مصر تمرض ولا تموت ”
علي الرغم من الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر تلك الفترة والإرتفاع الشديد والمبالغ فيه بأسعار السلع والخدمات وخاصة الكهرباء بعد زيادة أسعار الشرائح علي أكثر من 26 مليون مشترك والنية المبيتة من قبل الحكومة لرفع الدعم تدريجيا , باتت السلع الأساسية تمثل كابوسا يوميا في حياة المواطنين , ورغم محاولات القوات المسلحة بتوزيع السلع التموينية واللحوم بأسعار مخفضة من خلال سياراتها المنتشرة في جميع المحافظات لضبط الأسواق وعلاج الأزمة إلا أنها حلولا مؤقتة ولابد من وقفة جادة وحازمة مع الحكومة والأسواق وإعادة توجيه بوصلة الإصلاح الي المواطن البسيط وتحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية.
وزاد الأمور تعقيدا أزمة الدولار ووصوله لأعلي معدلاته في التاريخ وتجاوزه حاجز الـ 13 جنيها وبات الدولار " بعبع " للإقتصاد المصري بعدما قامت خفافيش الظلام وجماعات الإرهاب الأسود بسحبه من الأسواق للإضرار بالإقتصاد والأمن القومي علاوة علي السياسيات المصرفية والإقتصادية الخاطئة وغياب الرؤية الأمر الذي وضح جليا في تخبط القرارات الإقتصادية بتعويم الجنية تارة وغلق شركات الصرافة تارة أخري والإقتراض من صندوق النقد الدولي , ورغم قيام الخبراء الاقتصاديين بلجنة الخمسين بتقديم رؤية اقتصادية في وثيقة تحدثت عن مستقبل اقتصاد مصر بها 460 مشروعا قابلا للتنفيذ وبتمويل ذاتي مصري حاولوا خلالها تقديم حلولا مغايرة للاقتراض من الصندوق والذي يفرض شروطا مجحفة وخطيرة ,منها تسعير المياه ورفع الدعم وتحرير الخدمات وجمعيها لا تصب في صالح المواطن البسيط إلا أن الحكومة تري أنه الحل الأمثل للخروج من الأزمة, وتم توقيع بروتوكول القرض مع الصندوق .
وبات الشارع المصري بغالبية فئاته وشرائحه فريسة بين مطرقة الغلاء وسندان الفقر والبطالة يعاني الأمرين من سوء الأحوال الإقتصادية والمعيشية وقلة الحيلة ومازالت الحكومة تسير عكس التيار ضاربة بكل الأعراف وقواعد العقل والحنكة تتحدث يوميا عن انجازات وهمية وكأنها تعيش في بلد والمواطن المصري " الظالم المستبد الناكر للجميل " يعيش في بلد أخر.
نعلم أننا في مرحلة فارقة من تاريخنا , واجهنا ومازلنا نواجه وسنواجه معا أعداء الوطن بالداخل والخارج يدا بيد ولم ولن وأبدا لن تسقط مصر , " فمصر تمرض ولا تموت " ولكن "العدل أساس الملك " نطالب بإنصاف البسطاء وحمايتهم من حكومات متعاقبة لا تشعر بالامهم واناتهم , فاض الكيل من نار الأسعار والفواتير التي أحرقت جيوب" الغلابة " , لن نترك وطننا رغم كل ما عانيناه ونعانيه لأنه ليس لنا وطنا غيره نعشق ترابه ونيله وأرضه , حاربنا وسنحارب من أجل نصره ونصرته , نعشقه ونكره من يعاديه .
بقلم : محمد إمام