”التهجير ولا بديل عن منظمة التحرير”

محاولة خلق جسم جديد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، كان هناك عدة محاولات لخلق كيان سياسي بعيداً عن منظمة التحرير الفلسطينية, والأسباب في تلك المحاولات كثيرة تتمحور حول لجم أحقية القرار الوطني الفلسطيني واستغلاله كورقة ضغط سياسي لهذا النظام أو ذاك ، وقد تم توظيف أدوات عربية ومع الأسف فلسطينية لهذا الهدف، أن محاولات الانقضاض على منظمة التحرير الفلسطينية وليدة الماضي .
نعيش اليوم نفس الأحداث وفي ظل هذا العصر المتطور تمتلك الدول إعلام قوي وموجه، يتم توظيف كافة الإمكانيات والأموال واستغلال الكتاب والسياسيين في مشاريع هدفها خلق واقع فلسطيني جديد كما حدث مع بعض الأنظمة العربية، ما نراه اليوم بسبب غياب قرار فلسطيني الأمر الذي ساهم في إضعاف القرار الوطني .
وهناك دويلات عربية تقف وراء تلك المحاولات المستميتة تضع نفسها بوزن القوى العربية التاريخية في الأقليم، تخطط الي سقوط أنظمة عربية بدعم الجماعات والمليشيات المتطرفة في شتى أنحاء الوطن العربي والتي لطالما دعمت تعزيز الانقسام وتضليل الرأي العام عبر كيانها الاعلامي السياسي، أن هذه الأمارة المدعومة من قبل النظام العالمي الجديد لها دور وظيفي ساهم ويساهم في الفوضى الخلاقة .
أن إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية كما يدعي البعض لا شأن به أي نظام سياسي عربي فلو دعم نظام عربي أخر بمبادرة لجلوس الفلسطينيين والخروج باتفاق أو إصلاحات لمنظمة التحرير لقلنا أنها محاولات من الأخوة الكبار لدعم جهود القرار الوطني الفلسطيني مثل مصر أو السعودية أو الجزائر لما اعترضنا ولكن بما أنها تلك الدويلة بالذات فلها تاريخ واشكاليات مع الأنظمة العربية وراعية الانقسام الفلسطيني والتي لطالما دعمت هذا الانقسام بكل ما تملك من أدوات سواء إعلامياً أو مالياً، الإصلاح حتى أن كان مطلوب فهو قرار فلسطيني لا شأن لأي نظام فيه، أن الخطر القائم أصبح يستهدف الأمن القومي العربي ومحاولات توسيع الصراع ليشمل دولاً عربية يراد إضعافها يخدم السياسات الصهيونية العالمية’ وتأتي محاولات الالتفاف هذه في أحلك الظروف التي تمر به قضيتنا المقدسة تتشابك خيوط المؤامرة على عنق قضيتنا لمجموعة متآمرة من كهنة المعبد يجرون ورائهم أخطبوط إعلامي كبير وقوة مالية ضخمة لتمويل مشاريع التصفية وخلق واقع جديد لا يلبي تطلعات شعبنا الفلسطيني .
مشروع التهجير القديم الجديد تتناسى الأدوات الوظيفية في ذكر خطورته وعدم توعية الأدوات الإعلامية في الأقليم سواء على مستوى الشعوب أو الرأي العالمي يتماشي مع الأهداف المرسومة والتي تنفذها هذه الأدوات لإرضاء كبرى الدول المتحكمة ببعض الحكومات الصغيرة إقليمياً وعالمياً, وحالة الفوضى القائمة ومؤامرة التهجير الكبيرة تتحمل مصر الضغوط الكبيرة في هذا المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية والتي من واجب الدول العربية الوقوف خلف مصر التي لها دور تاريخي وقومي كبير لإيقاف المشروع الخطير لتصفية القضية الفلسطينية فهي الجدار الأخير للأمة العربية صاحبة السيادة ووأد المؤامرات .
منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي لطالما أثبتت تاريخياً قدرتها على قيادة شعبنا وتصفية كل المؤامرات التي أحاطة بقضيتنا ، بعيداً عن الأحزاب التي تتساوق مع السياسات الأخرى وبعد برامجها عن خدمة قضيتنا وكذلك أتباعها أنظمة لطالما أضرت بقضيتنا وفرقة أكثر ما أجمعت وأضعفت القرار الفلسطيني المستقل بل بعيدة كل البعد عن عمقنا العربي .
التكاثف الكبير ودعم الأخوة الكبار العرب على رأسهم مصر يحتاج منا خلق وعي واسع في ظل منعطف تاريخي حاد تمر به قضيتنا العادلة ويمر به الأقليم العربي ويحتاج من شعبنا التكاثف والوحدة خلف منظمة التحرير الفلسطينية التي لا بديل عنها .
بقلم: عبدالهادي سمير زكي البحيصي