”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”الانتخابات الرئاسية والقضية الفلسطينية”
أيام قليلة تفصلنا عن العرس الإنتخابي المصري, ذلك الحدث الأهم والأكبر علي الساحة المصرية والذي يأتي وسط زخم من الأحداث السياسية والعالمية المشتعلة وعلي رأسها حرب الإبادة والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني من قبل قوات الكيان المحتل بمباركة أمريكا وحلف الناتو, والذي خلف حتي الآن ما يقرب من 12 ألف شهيد, و32 ألف جريح منذ بداية العدوان علي غزة, وسط مساعي مصرية وعربية ودولية لوقف اطلاق النار وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والمياه والوقود الي أهالينا في فلسطين الحبيبة, التي أكتوت علي مدار عقود وما زالت تكتوي بنار جرافات ونيران وطائرات الاحتلال الصهيوني الذي تقتلع آلته الحربية الأخضر واليابس تقتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ دون تفرقة أو تمييز سوي كونهم فلسطنيين أصحاب الأرض.
مصر التي كانت ولا زالت تحمل هم القضية علي كاهلها, دافعت وما زالت تدافع عن حقوق أصحاب الأرض, ضد الألة الحربية للكيان الصهيوني المحتل ومن يعاونه من الغرب, ولولا جيش مصر القوي العظيم لنجحت مخططات التهجير القسري للفلسطينيين في سيناء, والتي بات وزراء الكيان وغيرهم من رؤوساء ومسئولي دول أوروبا يقولونها صراحة مقابل عروض لا تنتهي الي مصر بسداد الديون الخارجية ومزايا إقتصادية ودولية غير مسبوقة, والعكس من تضييق إقتصادي ورفع سعر الدولار وغيرها من وسائل الضغط في حال إصرار مصر علي موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين وإخراجهم من وطنهم الي كلاجئين الي دول أخري, تقف مصر بالمرصاد أمام منتخب العالم لحماية القضية والهوية الفلسطينية, في الوقت الذي تعاني من مشاكل إقتصادية جسيمة ولكنه دورها الأبدي بأن تكون حائط الصد والحصن الحصين عن العرب والمسلمين, شاء من شاء وأبي من أبي, من مدعي العروبة والإسلام والقومية وهم منهم براء.
ومع إقتراب الإنتخابات الرئاسية يلتف الشعب المصري حول قيادته السياسية التي تعي جيداً حجم المخاطر الحدودية ومخططات التقسيم وتركيع الدول, يري الجميع الآن حجم المؤمرات والإغراءات والضغوط التي تمارس علي مصر, كي ترضي بالأمر الواقع, ولكن لا والله لن تركع مصر بشعبها وجيشها ورئيسها إلا لله, علينا أن ننحي الخلافات جانباً ونقف خلف الوطن في عثراته, علينا أن نتصدي معاً الي مطامع الكيان الصهيوني المحتل في دولة إسرائيل الكبري "من النيل للفرات" ونعي جيداً أن الجيش المصري هو الوحيد القادر علي الوقوف أمام تلك المطامع والمخططات التوسعية ومسلسل الدم العربي الذي لا ينتهي, والله من وراء القصد.
بقلم محمد إمام