”قـال يا مقـال”
محمد إمام يكتب ,, ”شهادة نجاح جديدة”
دائماً وأبداً ما تثبت مصر الجديدة أنها قادرة وقادمة, تثبت الجمهورية الجديدة أنها لا تترك أبناءها في أي بقعة من بقاع العالم وقت المخاطر والأزمات, تحافظ وتحمي وتصون, تلبي النداء وترعي الأبناء وتحقن الدماء, في الوقت الذي عجزت فيه الدولة الكبري بأنظمتها ومؤسساتها وأجهزة مخابراتها عن إجلاء رعاياها, نجحت أم الدنيا في الحفاظ علي أولادها من الجنود والمدنيين والطلبة وغيرهم, وصلت اليهم مسافة السكة في بلد يكسوه الخراب والدمار والحرب الأهلية, شوارع تفوح منها رائحة الدماء ممتلئة بجثث الضحايا.
أبداً لم ولن تترك مصر أبناءها وقت المحن, فكانت مصر أول دولة في العالم تجلي رعاياها من السودان المكلوم, جنوب النار الذي يشهد حرب أهلية وإقتتال دموي بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" والمدعوم من أجهزة إستخبارات دولية وإفريقية لتدمير السودان الحبيب العمق الاستراتيجي لمصرنا الغالية, وخلق منطقة تهديدات جديدة علي الحدود الجنوبية لمصر, وخلق ضغط جديد لتكتمل دائرة التهديدات والتي بدأت من الغرب في ليبيا والشرق للكيان الصهيوني والحدود البحرية ومطامع بعض الدول في خيرات وحقول الغاز بالمتوسط, ولكن مصر التي جاءت قبل التاريخ بتاريخ تقف بكل شموخ لكافة التحديات والمخاطر بقواتها المسلحة وأبطالها في وجه المخاطر الحدودية تحمي الأرض والعرض وتحافظ علي المقدرات والمكتسبات رغم أنف كل حاقد أو حاسد.
إن ما تقوم به الدولة المصرية بجميع أجهزتها المعنية ومؤسساتها يعد ملحمة حقيقية أثبتت وتثبت أن مصر قادرة "وأن العفي محدش ياكل لقمته" كما أكد الرئيس السيسي من قبل, فاهتمام وتحرك الدولة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث، وتوجيهات ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتشكيل لجنة وطنية من جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة وأعادة 6399 مصريًا حتى مساء الأحد على متن طائرات عسكرية وبراً عن طريق الحافلات البرية، ومازالت الجهود مستمرة حتي عودة أخر مصري علي أرض السودان, دليل علي عظمة مصر وقوتها.
كما أري أن تحركات وزاراتي الخارجية والهجرة والمجهود الكبير في سرعة التواصل مع الجالية المصرية والطلبة المتواجدين بالسودان ونقل صوت المواطنين بالسودان وأماكن تواجدهم عبر الاستمارة التي تم تعميمها عليهم حتي وصل التسجيل فيها إلى نحو ٣٨٠٠ مواطن، ما هو إلا شهادة نجاح جديدة للدبلوماسية المصرية, واستكمال لنجاح منظومة إدارة الأزمة المشكلة من كافة الأجهزة المعنية للدولة وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية المصرية التي تحرص علي أبناءها وتحميهم ولا تتهاون في أي حق من حقوقهم.
كما أدعو الجانب السوداني الشقيق تحكيم لغة العقل وإعلاء الوزاع الوطني لرأب الصدع والحفاظ علي البقية الباقية ووحدة وطنهم من مخططات التقسيم الجديد ومسلسل نهب الثروات والمطامع الاستعمارية الخارجية من الولايات المتحدة والغرب, حمي الله مصر والسودان وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين وسائر البلاد والعباد ..والله من وراء القصد.
بقلم : محمد إمام