”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”دواليب الكيف”
"لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك", بعدما تحولت ناصية شوارع المناطق الشعبية والحضرية والراقية إلي دواليب للكيف وباتت مصدر رزق "رسمي نظمي فهمي" لمئات الشباب العاطل والآلاف من المسجلين ومعتادي الإجرام, وبات الاتجار في "الكيف", السموم بكافة أشكالها وأنواعها والقائمين عليها من معدومي الضمير والإنسانية الذين باعوا أنفسهم للشيطان وتنازلوا عن ضمائرهم طواعية لجني المال وتحقيق الثراء السريع, سمة معتادة في شوارعنا سواء كانت راقية أوعشوائية علي حد سواء.
وبما أن الشيء لزوم الشيء لابد أن يكون لكل تجارة مجموعة من "الأصول الثابتة" بمعني أدق "مقومات النجاح" وفي تلك التجارة تكمن مقومات نجاح تاجر المخدرات " الشاطر" في كيفية حماية نفسه للإفلات من يد العدالة, بداية من استخدام أرقام هواتف غير مسجلة ببطاقة الرقم القومي لصعوبة التتبع, إضافة إلي عدم التواجد في مكان لأكثر من دقائق معدودة تكون كفيلة ببيع "محصوله" من السموم, وبعدها يتعايش كأي مواطن شريف لحين وصول دفعة جديدة من "تاجر الجملة".
كما أن هناك فئة منهم " قلبها ميت " تقوم بالاتجار عيني عينك دون خوف من رجال الشرطة أو مكاتب المكافحة وتلك الفئة تستغل المناطق العشوائية والشعبية كسكن ومكان للتجارة يعني " 2 في 1 " ميكس وكله منافع, مستغلة التقاعس في تطبيق القانون من البعض تارة, وخوف المواطنين البسطاء من الإبلاغ عنهم خشية البطش بهم, لما لهؤلاء البلطجية وتجار الكيف من سطوة وهيمنة ونفوذ حقيقية بالشوارع أو الأحياء التي يقطنون بها, وللعلم هم معلومين علم اليقين لرجال المباحث والشرطة ومكاتب المخدرات "بالاسم والسن والعنوان ونوع المخدر", ونزيد الشعر بيتاً والبيت شعراً أن تلك الفئة الضالة تستخدم لزوم الشيء الكلاب البوليسية أقصد "المخدراتيه" وكافة أنواع الأسلحة بداية من الخرطوش والحي والمولوتوف لحماية تجارتهم المشبوهة ولردع كل من تسول له نفسه العبث معهم أو الإبلاغ عنهم, حتى وأنا أكتب تلك الكلمات تساورني الشكوك من مردود كلماتي وتأثيرها علي تحرك رجال الأمن وحمايتي شخصيا من جراء تلك الكلمات, ولكني لا أخشي علي نفسي, بل أولادي والأجيال القادمة إلي عالم مكتظ بالمشاجرات والخناقات بالأسلحة النارية والخرطوش, دنيا الكيف والسيف "وبالهنا والسطل",
بقلم : محمد إمام