”قـال يا مـقال”
”كان نفسي أبقي غني”
"بداية الحكاية اللهم لا حسد, بس كان نفسي أبقي غني, كان نفسي أكون ممثل أخد في المسلسل 40 مليون جنيه, كان نفسي أبقي غني ومغرور أخد ملايين في الدور وأرمي الدولارات في حمام السباحة "زى نمبر زيرو", ومش هخاف النعمة تزول وفي الأخر أطلع أقول دي فكرة إعلان بعد هجوم الناس عليا, كان نفسي أبقي غني مكملش تعليم وأطلع لاعب كرة "أجيب جون تمنه 40 مليون", أسيب النادي علشان الطموح أبو ملايين علشان عندي مسئوليات", كان نفسي أكون غني وجاهل أغني مهرجان بالألوان كله إسفاف وانحطاط وفي يوم ليلة أبقي التريند والبرينج وأخد 40 مليون, كان نفسي أكون رقاص بصباص هلاس, أخد في هزة علي السوشيال ملايين, كان نفسي أكون مذيع مشهور المنتجين عليا بالدور وأخد ملايين وملايين وأقول للناس أربطوا الحزام علشان حرام.
"كان نفسي أبقي غني فهلوي, أعمل إعلان أخد 2 مليون دولار مش عارف شكلهم أيه وهشيلهم فين وإزاي, هجيب حاجات كتير هجيب شقة في مكان نضيف بدل البودرة والحشيش, هجيب عربية بدل الشعبطة في المواصلات, هصرف براحتي من غير خوف وبالعقل من غير تخريف, أساعد الغلبان وأطعم المسكين, أتبرع لمستشفي السرطان والأطفال والحروق والأورام وبنك الطعام وأساعد الأيتام, ومش هرمي الفلوس في الحمام.
مع أن كان نفسي أبقي غني, كمان نفسي أكون مقاتل علي الحدود مع الجنود واقف بدافع عنك يا وطني, كان نفسي أحمي ترابك بنفسي وبحياتي ودمي, كان نفسي أكون طبيب وقت الوباء والبلاء أدافع عن "ولادك وولادي", كان نفسي أكون مهندس أبني الكباري والمساكن علشان حياة كريمة, كان نفسي أكون معلم أبني وأعلم في جيل جديد صاحب عقيدة زى الحديد, أربي شيخ حقيقي صاحب دين بجد مش تاجر يتاجر بأسم "الله والرسول", ضابط يحمي ويصون يدافع, صحفي أمين لقلمه حافظ مستقبل بلده شايف ومش خايف".
كان نفسي أكون فنان بجد عارف قيمة ورسالة الفن يا بلدي, أوجه جيل أوصل رسالة بأمانة "مش مجرد مشخصاتي أوهب حياتي للي معاه التمن" أعلم الأجيال الجديدة حب الوطن حتي التراب علي رصيفه وكل حبة رمل, أعلمه يعيش راجل يموت راجل يدافع بنفسه وحياته, مش تاجر مخدرات ورقاصة وبلطجي, "مش هو ده الفن ورسالته صدقوني وبلاش حكاية الواقع والسينما الواقعية, ونفسي بجد نفسي بس أموت وربنا راضي عني وأوصل لأخر الرحلة بأمان أنزل محطتي مش خايف, "مطمن علي ولادي" سايبهم معاهم سلاح العلم والعمل وحب الوطن, عارفين معني الخير والشر, الحلال والحرام, وفي الأخر الأرزاق علي الله.
بقلم: محمد إمام