”قال يا مقال”
محمد إمام يكتب .. ”التدمير باسم التغيير”
بات الرهان علي وعي المواطن المصري الذي عاني علي مدار سنوات من الإهمال والتهميش في كافة نواحي الحياة سواء في التعليم والصحة أو الزراعة والصناعة والتعمير, وكان قاب قوسين أو أدني من السقوط في بئر الخراب والدمار بعد ما يسمي بثورات الخراب العربي والفوضى الخلاقة التي صدرها لنا الغرب من خلال أعوانهم بالداخل بغرض السيطرة وتحقيق مخططات التقسيم لتركيع الأنظمة غير الموالية, وكانت مصر من أهم الدول التي طالتها يد التدمير باسم التغيير للسيطرة علي الدولة الأهم في المنطقة , قلب العروبة النابض , صاحبة الموقع الجغرافي بين قارات العالم, صاحبة الحضارة والتاريخ, سلة غذاء العالم , قبلة العالم في السياحة بكافة أشكالها وأنواعها, إلا أن إرادة الشعب أبت السقوط في براثن الفوضى والإرهاب واستفاقت في اللحظات الأخيرة وخرجت الملايين بالميادين لإعلان تأييدها البقاء والحفاظ علي الوطن, واختيار الصبر والتحمل وإعادة بناء مصر الجديدة وإعادتها علي الخريطة العالمية.
وفي سنوات قليلة استطاعت مصر الأبية أن تخطو في طريق إصلاح أخطاء الماضي وما زالت تسير في خطي البناء والتنمية بمشروعات قومية تجوب البلاد شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً, في الزراعة بمشروع المليون ونصف المليون فدان, في ملف العشوائيات وبناء مليون وحدة سكنية للشباب وسكان العشوائيات لتوفير حياة كريمة, وفي الصحة بمبادرة 100 مليون صحة, والقضاء علي فيروس سي وإجراءات كورونا التي كشفت قوة الدولة, علاوة علي وحملات الكشف علي طلاب المدارس والمرأة, والقضاء علي قوائم الانتظار وغيرها, وفي مجال الاقتصاد نالت مصر إشادة المؤسسات العالمية كمؤسسة "جي بي مورغان" العالمية بأداء الاقتصاد المصري في ظل جائحة كورونا، كما نال التصنيف الائتماني علي ثقة جميع مؤسسات التقييم العالمية الثلاث: "ستاندرد آند بورز" و"موديز" و"فيتش" خلال فترة من أصعب الفترات التي شهدها الاقتصاد العالمي, مؤكدة أنه الوحيد في الشرق الأوسط الذي نجح رغم الأزمة الصناعات بشكل عام, إضافة إلي بناء مصانع ودعم المصانع المتعثرة والصناعات الصغيرة والمتوسطة, وفي مجال تطوير منظومة التسليح وتنويع مصادرها نظراً لما يحاك بالأمة العربية والمنطقة من مؤامرات ولنا في سوريا وليبيا ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها عبرة, لضمان التفوق الكمي والنوعي لأن " القوي محدش بياكل لقمته" فقامت مصر بتطوير منظومة التسليح في البر والبحر والجو بأحدث الأسلحة العالمية من دول الإتحاد الأوروبي وروسيا والصين, حتى أصبح الجيش المصري ضمن العشرة الكبار.
سياسات مصر الجديدة أثارت حفيظة الدول المعادية وأجهزة استخبارات عالمية التي دفعت مليارات ومازالت تنفق المليارات لإسقاط مصر, تسعي بكل قوة بمعاونة إخوان الشياطين ودويلات عربية وأعوانهم في الداخل حتى لا تقوم لنا قائمة, تستغل مشاكل المصريين الاقتصادية والعثرات في تهييج الرأي العام وإثارة الأوضاع علي منصات الخراب الاجتماعي المدفوعة مقدماً, والسؤال هل يمكن لأي قيادة سياسية إصلاح ما تم تخريبه وتهميشه في عشرات السنين خلال وقت بضع سنوات؟ هل يوجد في المنطقة العربية والشرق الأوسط دولة بخلاف مصر تقف علي قدميها في وجه مخططات التقسيم وسيناريوهات الحرب والفوضى, هل يعقل أن نعود إلي الوراء من جديد وحالة الانفلات الأمني والأخلاقي والتردي الاقتصادي والاجتماعي, لابد وأن نتحمل جميعا تكاليف إعادة بناء الوطن, وندفع جميعاً فاتورة الإصلاح, وعلي القيادة السياسية وضع حلولاً جذرية للحفاظ علي محدودي الدخل والطبقات الأكثر احتياجاً لقطع الطريق أمام أعداء الدين والوطن والإنسانية.