”قال يا مقال”
محمد إمام يكتب .. ” البسكوتة والفراولة والبيسة الخبيثة ”
رغم الضربات القاصمة التي توجهها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية لأباطرة الكيف في ربوع البلاد شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً إلا أن معدلات الجريمة وخاصة تجارة المخدرات باتت تنتشر بشكل مخيف بين شريحة الشباب والحدث, بفضل نجوم الكيف في دراما العنف والبلطجة علي شاشات السينما والتلفاز وبلطجية المهرجانات والتيك توك, تلك النماذج التي تنخر في جسد المجتمع المصري والعربي تنشر فيروس العنف والبلطجة والمخدرات في عقول الشباب الذي يراهم قدوة ومثل, إضافة إلي التطور الكبير في عالم الجريمة والطرق المستحدثة في التهريب.
أشار صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي،
إلى أن 269 مليون شخص يتعاطون المخدرات حول العالم وأن 35,6 مليون شخص يعانون من تأثيرات الإدمان, كما أن مخدر الحشيش يعد الأكثر استخداما ،حيث يستخدمه 192 مليون شخصاً, بجانب انتشار أكثر من 900 نوع من المخدرات المخلقة والتي تحتوي على مواد كيماوية مدمرة لخلايا الجسم, كما أن الوفيات بسبب مخدر الأفيون ومشتقاته زادت بنسبه 71٪ في السنوات العشرة الأخيرة , وأشار تقرير أخر أن معدل الإدمان في مصر بلغ نحو 10% من السكان، و72% منهم ذكور و28% إناث، وهي ضعف المعدلات العالمية، ومن أبرز أنواع المخدرات المنتشرة في مصر، الحشيش, الفودو, البودرة "البيسة", البانجو والأستروكس وتمثل نسبة استهلاكها نحو 77%، يليها الترامادول ومشتقات الأفيون والمورفين، والتي وضع لها تجار المخدرات مسميات جديدة عند البيع " البسكوتة والبني علي الحشيش والفراولة علي الترامادول والبيسة علي البودرة".
ورغم ما تواجهه الدولة المصرية من حروب بقاء علي كافة المستويات والأصعدة بداية من ليبيا لتأمين الحدود الغربية ومجابهة محاولات الهيمنة التركية علي دول الجوار, والسودان وأثيوبيا جنوباً ومشاكل سد النهضة الصهيوأثيوبي, إضافة إلي محاربة الإرهاب الأسود وقوي الشر في سيناء, إلا أن مصر الجديدة أخذت علي عاتقها دائماً وأبداً هزيمة قوي الشر, لذا بات لزاما علينا مواكبة التطور في عالم الجريمة, ومضاعفة الجهود لإحكام السيطرة وتجفيف المنابع, واستخدام البحث العلمي والأساليب غير التقليدية لمجابهة الطرق الحديثة في التهريب فضلاً عن توجيه ضربات استباقية لأباطرة الكيف والقضاء علي ظاهرة "الدواليب" التي انتشرت علي "ناصية" كل شارع بالمناطق الشعبية و" الكلاس" والذي يوجد به "كل ما لذ وطاب" من "السطل", والأخذ في الاعتبار أن التطهير أمن قومي لحماية أطفال اليوم ورجال الغد.
بقلم: محمد إمام