”قال يا مقال”
محمد إمام يكتب .. ”إرادة شعب وقوة جيش”
شاءت الأقدار أن أقوم بتغطية أحداث ثورة 30 يونيه, فبحكم عملي في ذلك الوقت بالقسم السياسي بجريدة الثورة "الجمهورية" كنت مسئولاً وزملائي عن تغطية فعاليات ثورة الشعب المصري علي الفاشية الدينية والإرهاب بأسم الدين, ثورة علي "الجماعة" للحفاظ علي الثوابت التاريخية واستعادة مصر العلوم والفنون والحضارة, مصر الوسطية والسماحة .. كنت شاهداً علي خروج الملايين للميادين رافعين أعلام مصر مرددين شعارات "تحيا مصر ويسقط كل من خان .. أرحل .. يسقط حكم المرشد .. مصر كبيرة عليكم", وغيرها من الشعارات التي تطالب الجيش بالتدخل لحماية مصر من الاختطاف والسقوط في أيدي إخوان الشيطان.
أثبت المصريون أنهم شعب واعي, صاحب 7 ألاف سنة حضارة وتاريخ, رغم كل معاناته والظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد في ذلك الوقت والانفلات الأمني إلا أنه لم ولن يفرط في تراب وطنه, خرج الشعب بكافة فئاته وطوائفه للدفاع عن مصر الوطن, مصر الحاضر والتاريخ, مصر الوسطية والسماحة والمحبة, مصر التي كانت وما زالت وستظل تمد يدها بالخير والبناء للعالم أجمع, وكعادة الجيش حامي تراب الوطن حامي الأرض والعرض, خير أجناد الأرض, جيش مصر الوطني الأبي الأمين, استجاب لمطالب وأوامر الشعب, أنقذ مصر من خوارج العصر وخفافيش الظلام, ورغم تهديدات الخوارج بإحداث حالة الفوضى والدمار والقتل والدم إلا أن رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الباسلة كانوا يتسابقون لنيل الشهادة نيابة عنا, استقبلت أجسادهم الطاهرة رصاصات الغدر نيابة عن بني وطني, رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أحياء عند ربهم يرزقون.
ومنذ ذلك التاريخ عادت مصر إلي المصريين, تحررت من قيود التخلف والرجعية والهمجية, عادت المؤسسات للعمل بعد توقف وركود، تحركت عجلة الحياة والإنتاج ودارت بلا توقف، تعافت الدولة المصرية بعد ضعف، وأمنت بعد خوف, لنعيش اليوم عصر الإنجازات والمشروعات القومية في شتي نواحي الحياة، الزراعة والصناعة, الإسكان والطرق والكباري, الأمن والأمان والتسليح "العفي محدش يقدر ياكل لقمته", مصر القوية العفية تحمي وتصون, تحافظ علي مكتسباتها بفضل شجاعة وتضحيات وسواعد أبناءها الشرفاء, أنها مصر وستظل في رباط إلي يوم الدين.