”قـال يا مقـال”
محمد إمام يكتب .. ”سيمفونية في عشق الوطن”
أثبتت الجاليات المصرية بالخارج أنها دائماً وأبداً حائط الصد الأول للدفاع عن الدولة في الخارج ضد حروب الشائعات ومحاولات النيل منه, جاهزون لتلبية نداء الوطن في أي زمان ومكان, لم تفرقهم المسافات ولم تفارق روح الوطن الأم جسدهم, لم تشغلهم أعمالهم ولم تلههم دوامة العمل التي لا ترحم, شركاء نجاح لا يحتاجون دعوة ولا ينتظرون توجيه لخدمة مصر الأم الوطن والتاريخ, شهادة نجاح جديدة تضاف الي سجل حافل بالمواقف المشرفة بعدما احتشد أبناء الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية أمام البيت الأبيض؛ ونظموا وقفة غاية في التحضر؛ لحث للإدارة الأمريكية والبنك الدولي على بذل المزيد من الجهود لحماية حقوق مصر المائية في نهر النيل سد النهضة, ثم انتقلت الوقفة إلى أمام مقر البنك الدولي.
وقدم وفد من المهنيين والأكاديميين المصريين في الولايات المتحدة، تقييما شاملا الإدارة الأمريكية، يشمل تأثيرات سد النهضة الإثيوبي على مصر، أوضحوا خلاله أن مناخ مصر شديد الجفاف "95% منها صحراء"، وتستمد 97% من مياهها من نهر النيل وليس لديها أي مصادر أخرى للمياه، مؤكدين أن نهر النيل هو مسألة بقاء ووجود لأكثر من 110 مليون مواطن مصري.
والأجمل في تلك السيمفونية الرائعة مشاركة عدد من الإثيوبيين والكينيين للجالية المصرية؛ في وقفتهم أمام البيت الأبيض, وتأكيد رفضهم الإضرار بمصالح شعبيّ مصر وإثيوبيا على حدٍ سواء, وأن الجميع يريد السلام ويسعى إليه، كما تسعى إليه مصر بالطرق السلمية والنقاش العاقل وصولا لحل عادل، يضمن مستقبل أفضل للجميع, والحق في الحصول على منافع عديدة من السدّ دون الإضرار بمصر والسودان، لأنه مورد عام للجميع على مر التاريخ، ويخدم البشرية على ضفتيه، بما يضمن الحياة الآمنة والحقوق العادلة لشعوب القارة, مشددين علي ثقتهم في مصر، وأنها لن ترضى مطلقًا أن يحدث ضرر للشعب الإثيوبي.
أري أن الدبلوماسية الشعبية باتت انعكاس طبيعي وواقعي لثقة الطيور المهاجرة في "مصر الجديدة" وقرارات القيادة السياسية التي تسعي بكل قوة لبناء مصر القوية القادرة علي حماية مصالحها الإقتصادية وأمنها القومي, إضافة الي حماية المكتسبات لتوفير حياة أفضل لأكثر من 100 مليون مصري, كما أري أن المصري الأصيل العاشق لتراب وطنه لا تمنعه المسافات ولا الأزمنة فمصر وطن يعيش فينا وليست وطناً نعيش فيه.
بقلم : محمد إمام