”قـال يا مقـال”
محمد إمام يكتب .. ”أفسدوا جيلاً”
تجتاح المجتمع حالة من الانفلات الفني والعشوائية, ويعيش عالم الفن والموسيقي حالة غير مسبوقة من التردي السمعي واللفظي بعد إنتشار سرطان "المهرجانات" ودراما العنف والبلطجة والإنحطاط وغياب المبادئ والقيم, ذلك الطاعون الذي تفشي في مجتمعنا, كالنار في الهشيم, ايحاءات جنسية, بلطجة, عنف وكراهية, إثارة للغرائز, تحريض علي الفسق والفجور, استخفاف بالقيم الدينية والمعتقدات, تجريف وتحريف وتشويه لكل ما هو جميل وأصيل, سبب رئيسي في ضياع جيل كامل من الأطفال والشباب, حاضر مصر ومستقبلها شباب اليوم رجال الغد, الذين يحملون علي عاتقهم رفع راية الوطن بين سائر الأمم في المستقبل القريب.
وبات الرخص الفني, المسئول الأول والأخير عن تشكيل شخصية وفكر الأجيال القادمة في ظل غياب تام للرقابة, وأصبحت تلك الفئة, أصحاب السلطة والنفوز والملايين دون سبب واضح, غير أننا نعيش زمن اللا معقول, زمن شيكا وبيكا, شطة, حنجرة وكزبرة, البرنس وغاندي, شندي وكنكة وبيزو, فيلو, دقدق وفانكي, حاحا ودراكولا والخربان, الدخلاوي, تيكو وفرامل وشاكوش, الألماني وعبده موته.
ولكن ما تيقنت منه مؤخراً أن الشعب المصري دائما ما يميز الخبيث من الطيب ولو بعد حين, يلفظ ما يخالف معتقداته وايمانه بكل ما هو جميل وحقيقي والدليل تلك الحملات التي خرجت مؤخراً لنبذ دعاة العنف والبلطجة في الفن والدراما, خرجت حملات مقاطعة محمد رمضان "أفسد جيل", قاطعوا محمد رمضان وغيرها, ومقاطعة المهرجانات بعد الأزمات المستمرة والمشاكل المتكررة التي تسببوا بها، والتي كان آخرها انتقادات عنيفة لغناء "شاكوش وعمر كمال أغنية "بنت الجيران" في حفل استاد القاهرة, ليخرج علينا الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين بقرار أثلج صدورنا, حتي وان كان متأخرا بمنع جميع مطربي المهرجانات من الغناء، محذرا المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهى الليلية والكافيهات بعدم التعامل معهم, بعد حالة من الجدل المجتمعى على الساحة المصرية ووجود شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التى باتت تهدد الفن والثقافة العامة، ترسخ لعادات غير أخلاقية، أفرزت ما يسمى بـ"مستمعى الغريزة"، وأصبحت الأب الشرعى للانحدار الفنى والأخلاقى, بات لزاما علينا أن يعود الفن الي رسالته السامية وأن تتبني الدولة مشروعاً قومياً لإكتشاف ورعاية الموهوبين.
بقلم : محمد إمام