”قـال يا مـقال”
محمد إمام يكتب .. ”يسروا ولا تعسروا”
الزّواج رباط مقدس بين الرّجل والمرأة، يساعد على عفة النّفس وصونها من الوقوع في الحرام، علاقة إنسانية سامية بين روح واحدة في جسدين لمواجهة مصاعب الحياة بمتعها ومتاعبها، كل منهما سكن للآخر لقول الله تعالى" هُوَ الذي خَلقَكم من نَفْسٍ وَاحدَة وَجَعَلَ منْهَا زَوْجَهَا ليَسْكنَ إليْهَا" وقوله تعالي "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ", فالزواج مودة ورحمة وسكينة, يساعد على عمارة الأرض، واستمراريّة الحياة، ويعدّ الحثّ على الزّواج والتّرغيب فيه وتسهيل أسبابه طاعة لله وغضّ للبصر وحفظ للفرج وصيانة للأعراض والأنساب وتحقيق الطّمأنينة والرّاحة النّفسيّة, ومن هنا كانت حملة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف "يسروا ولا تعسروا" للتوعية والتيسير علي الشباب وحماية الفتيات من خطر العنوسة بسبب المغالاة في المهور وتكاليف الزواج.
وأطلق مجمع البحوث الإسلامية حملة للتوعية والتيسير في الزواج ومواجهة ظاهرة المغالاة في المهور، والتي يشارك بها أكثر من 3 آلاف واعظ وواعظة على مستوى الجمهورية بعنوان:"يسروا ولا تعسروا"، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بالتوعية المجتمعية, والتأكيد علي أن الأسرة المصرية بحاجة إلى مزيد من الترابط والعودة إلى العادات والسلوكيات السليمة التي تربينا عليها في مجتمعاتنا الشرقية العريقة، والقضاء على السلوكيات الخاطئة التي أنتشرت مؤخراً والتي لا تتناسب مع قيمنا وتقاليدنا.
باتت ظاهرة غلاء المهور من أخطر القضايا والمشكلات المجتمعية التي تهددَّ بناء الأسرة والمجتمع، ولها عواقب شديدة الخطورة علي المدي القريب والبعيد, بداية من تأخر سن الزواج لدي الفتيات وخطر العنوسة, وزيادة معدلات التحرش والجريمة, إضافة الي أبعاد اجتماعية واقتصادية تشكل خطراً علي المجتمع ككل, لذا بات لزاماً علي الأسر المصرية الرجوع الي الزمن الجميل والعادات الوسطية والتيسير علي الشباب وعدم الإنجراف وراء المظاهر والشكليات "لازم شبكة زي بنت خالتها ومهر ميقلش عن بنت عمتها" والعمل بقول الرسول الكريم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" والله من وراء القصد.
بقلم : محمد إمام