قـال يا مـقال
”كان خلقه القرآن”
"الدين معاملة" نعم دعني أري دينك وتدينك في أخلاقك, معاملاتك وتعاملاتك, مكارم الأخلاق وسماحة ووسطية الدين الإسلامي, "حب لأخيك ما تحب لنفسك، صل رحمك، تصدق, ابتسامتك في وجه أخيك صدقة, التسامح, جمعيها عبادات ربانية وقيم إنسانية زرعها الرسول الكريم الذي نحن بصدد الإحتفال بمولده صل الله عليه وسلم, ولنا في نبينا أسوة حسنة, كانت أخلاقه القرآن, فحينما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي, جاء في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة, وأتي عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل فقال: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَت: أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ؟ قُلتُ: بَلَي,فقالت فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ كَانَ القُرآنَ.
وحينما تهل علينا ذكري ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين, علينا أن نهتدي بهديه ونتحلي بأخلاقه الكريمة التي نحن في أمس الحاجة إليها الأن, نستلهم من سيرته العطرة ومنهجه الحكيم ما يعالج قضايانا ومشاكلنا الحياتية, ولا يقتصر الإحتفال علي شراء الحلوي وتعليق الزينات فقط, بل علينا بالعمل بسنته والتمسك بتعاليم الدين الحنيف, بات لزاما علينا تجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب الفكري لبناء مصر الحديثة ومواجهة قوي الشر وحماية أطفالنا وشبابنا من جماعات الإرهاب الأسود, علينا تربية النشء علي الوسطية وقبول الآخر والتعايش والمواطنة والحفاظ علي مكارم الأخلاق, وأن المحبة هي السبيل والوحيد للخير والبناء والكراهية والعنف لا تبني أوطاناً.
علموا أولادكم أن النبي كان مبعوث من رب الكون وخالقه, رحمه للعالمين, علموهم أن الرحمة صفة الهية, أن الحب والطيبة والتسامح, صفة ربانية نبوية إنسانية, لقوله تعالي" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ, وقوله تعالي "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم", علموهم أن الحب حياة وأن الرحمة والتسامح ونبذ العنف والتعصب والبغضاء والكراهية, أساس جميع الرسالات السماوية, علموهم وعلموهم ولا تنسوا أن تعلموا أنفسكم لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
بقلم : محمد إمام