"قال يا مقال"
محمد إمام يكتب .. ”المجموعات تحت رحمة الموحد”
في الوقت الذي تسعي فيه مصر الحديثة الي التحول الرقمي في كافة المعاملات المالية للوصول الي منظومة "الشمول المالي" نجد أن البيروقراطية ما زالت تتحكم في المنظومة التعليمية, ورغم المساعي الحثيثة للإرتقاء بالعملية والإعتماد علي التكنولوجيا والتعليم الذكي في المدارس, ومحاربة الدروس الخصوصية و"السناتر", نجد أن الحساب الموحد يعرقل يعرقل مسيرة التنمية والتطوير, كونه المتحكم في كل شئ بداية من المصروفات المدرسية ومتحصلات المجموعات والأنشطة, كما أنه الحاكم بأمره في إعادة الحقوق لأصحابها سواء كانوا مدرسين أو أولياء أمور"يهب لمن يشاء ويحرم من يريد" الأمر الذي يهدد سير المنظومة, وخاصة بعد عزوف المدرسين عن المجموعات بسبب عدم تقاضي نسبهم المالية القانونية المقررة من العام الماضي، نتيجة تعنت الحساب المالي الموحد التابع لوزارة المالية.
امتنع "الموحد"عن سداد حقوق المدرسين في المجموعات عن العام الماضي, الأمر الذي أحدث حالة من الإحتقان, والذين أعترضوا بدورهم علي استكمالها والتهرب منها, وتسبب في حالة من الضيق لأولياء الأمور التي تكتوي بنار الدروس الخصوصية, وتركهم تحت رحمة أباطرة "السناتر" خاصة أن الفصول في المدارس الرسمية والمتميزة للغات ارتفعت كثافتها بشكل كبير, إضافة الي اللغط والإزدواجية غير المبررة في دفع رسوم المصروفات الدراسية أكثر من مرة في حالة التحويل من مدرسة لأخري داخل نفس الإدارة, علي أمل ردها حين ميسرة الأمر الذي يصل لعدة أشهر أو عام كامل في أغلب الأوقات.
ويضم الحساب الموحد, أرصدة حسابات المدارس الحكومية والأنشطة الخاصة, ويخضع لاشراف وزارة المالية والجهاز المركزي, ولا يتم الصرف منه الا بشيكات حكومية موقعة من طرفين "الادارة والمالية" ويحتوي علي إيرادات المصروفات الدراسية ورسوم الانشطة والمجموعات والوحدات المنتجة" أما المصروفات عبارة مستحقات المدرسين والمجموعات وأجور عمال النظافة والحراسة والأنشطة والمسابقات والرحلات والصيانة والمعامل وغيرها.
ورغم المجهودات المضنية للدولة في محاربة أوجه القصور والبيروقراطية في كافة الوزارات والمصالح الحكومية ورقمنة المعاملات المالية لتخفيف الحمل عن كاهل المواطنين وتوفير الوقت والمجهود أري أن "الموحد" نجح وبامتياز في تقييد نظام التعليم وتكبيل المنظومة ومنعها من تقديم دورها وحماية أولياء الأمور وتركهم فريسة سهلة لأباطرة الدروس الخصوصية, وبات لزاماً علينا تدارك الأمر وإنقاذ المدرس وحماية الطلبة وأولياء الأمور.
بقلم : محمد إمام