"قـال يا مـقال"
”ممر الماضي والحاضر ”
بقلم : محمد إمام
أصداء واسعها حققها فيلم الممر, بعد عرضه علي شاشة الفضائيات, وبعد عودته من رحلة عرض ناجحة علي الجاليات المصرية في الخارج عن طريق النشيطة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة, خلق الممر حالة فريدة من نوعها في الشارع المصري بعدما التفت حوله جموع الشعب بمختلف أطيافه وفئاته وخاصة الشباب التي كانت هناك مخاوف كثيرة عليهم بسبب الملوثات المحيطة بهم من كل جانب, بداية حروب الجيل الرابع والتكنولوجيا, مرورا بسرطان المهرجانات والدراما الرخيصة التي تحض علي العنف والبلطجة, وغيرها من المؤثرات, إلا أننا وجدنا رد فعل مغاير تماماً لكل التوقعات, بداية من روح الولاء والإنتماء التي ظهرت, إضافة الي الفخر الشديد والسعادة التي انتابت الجميع بعد العرض.
ولم تقتصر نجاحات الممر علي المستوي المحلي بل انتقلت لتصل العالم العربي والغربي بفضل الجاليات المصرية المنتشرة في كافة بقاع الأرض, لنجد بعدها تقارير عديدة علي مواقع التواصل الإجتماعي والسوشيال ميديا منسوبة لمواقع وصحف اسرائيلية تتحدث عن الفيلم ورد الفعل الإسرائيلي وما سببه من مخاوف داخل المجتمع العبري من زيادة الكراهية تجاه إسرائيل وان الفيلم يصور اليهود على أنهم مصاصو دماء وتصوير الجندي الإسرائيلي بأنه قاتل وسفاح ومخادع"علي حد وصفهم كما جاء بصحيفة يديعوت احرونوت".
كما أثار الفيلم حفيظة كتاب الكيان الصهيوني, حيث عبرت أحدهم وتدعي "سميدار بيري" عن غضبها من الفيلم قائلة "فى الوقت الذى يتحدث فيه المسئولون فى مصر وإسرائيل عن اتفاقية السلام بين البلدين، انتفضت مصر من السعادة بسبب فيلم يصور الجيش الإسرائيلي بالسادى", وعبر صحفي آخر يدعي "تسفي بارائيل" عن غضبه قائلاً" فيلم الممر يعد هو الأضخم إنتاجاً فى تاريخ السينما المصرية والذي يشير في أحداثه إلى العدو الحقيقى لمصر موجه إليكم أنتم, معرباً عن خوفه من ردود الأفعال الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي, محذراً من خطورة المضمون، خاصة وأنه عاد ليذكر المصريين بمن هو العدو الحقيقى لهم.
وما يسعدني شخصياً تلك الروح المصرية الأصيلة التي تظهر فجأة وبدون مقدمات حينما يتعلق الأمر بمصر, ونصيحة أب علموا أولادكم معني البطولة والفداء والتضحية, أخبروهم أن الذي يضحي بحياته لحمايه تراب وطنه هو "الأسطورة الحقيقي" علموهم ولا تنسوا أن تخبروهم بأنه لا يوجد في الحياة أسمي من الحق في الحياة بعزة وشرف وكرامة.