"قـال يا مـقال"
”حاسبوهم”
بقلم : محمد إمام
ليس من طبعي أن أحارب شخصا سقط من فوق حصانه, ولكن حينما يكون الهدف المصلحة العليا للوطن فلا توجد موانع, لأن الحياد أمام مصلحة الوطن خيانة, لابد من محاسبة كل من تسبب في إفساد فرحة المصريين وخروج المنتخب الوطني من دور الـ 16 لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر علي أرضها, وقبلها الخروج من الدور الأول لكأس العالم, علينا أن نتعلم من الدروس حتي لا تتكرر الأخطاء.
نجحت الإرادة المصرية في تحدي المستحيل وصنعت بطولة استثنائية وحفل أسطوري بات حديث الخبراء والوكالات العالمية, ولكن فشلت المنظومة الإدارية في أن يظهر المنتخب المستضيف للبطولة بالشكل اللائق, ظهر الفراعنة بشكل باهت نتيجة الفشل الإداري وفساد "الجبلاية" وسوء الإختيار والمجاملات, فعندما يتحول أعضاء المجلس الي البيزنس وحلم الشهرة في العمل أو الظهور الإعلامي بالقنوات الفضائية أو الدخول في "سبوبة" شراء وبيع اللاعبين واختيار المدير الفني تكون تلك هي النتيجة.
باتت"الواسطة" والمحسوبية شعار اتحاد الكرة بعدما تحول الي "عزبة" للمجاملات, وكانت النتيجة خروج منتخب مصر من الدور الأول لكأس العالم "حصالة" للمجموعة بثلاثة خسائر متتالية , وبعدها الخروج غير المبرر من بطولة كأس الأمم الأفريقية من بطولة نستضيفها علي أرضنا, وتقديم أداء باهت أمام فرق ضعيفة, وبات السؤال الذي يفرض نفسه هل استقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة تكفي؟! أم بات لزاماً علينا محاسبة المقصرين علي ما جنت أيديهم وما اقترفوه من ذنوب في حق أكثر من 100 مليون مصري, الآن باتت الكرة في ملعب الدولة بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب نحاسب المخطئ والمقصر ونكافئ المجتهد.
لابد وأن نبدأ فوراً في انشاء منظومة إدارية رياضية فاعلة وحقيقية حتي نلحق بركاب العالمية ونواكب التطور, وتتحول كرة القدم الي صناعة حقيقية ومصدر للدخل القومي, علينا بالإعتماد علي أهل العلم والخبرة في فن الإدارة, وحينها سيكون لدينا منظومة ناجحة ومدير فني يجيد توظيف اللاعبين وتحديد مهامهم واستغلال أمثل لقدراتهم وإمكانياتهم داخل الملعب وسنجد منتخباَ حقيقياً قادراً علي حصد الألقاب والبطولات.. والله من وراء القصد.