"قـال يا مقـال"
”الأربعاء الحزين”
استيقظت مصر "الأربعاء الحزين" علي حادثة مفجعة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح, بعد اصطدام جرار قطار بالصدادة الخرسانية ومبنى الحركة في محطة مصر، ما أدى لانفجار تانك السولار وحدوث حريق هائل أودي بحياة الأبرياء, وعاش المصريون يوما عصبيا, حزناً وألما علي الضحايا والمصابين.
ولكن رغم عتمة الظلام يظهر النور, نور المعدن المصري الأصيل, ذلك الشاب البطل الذي أنشقت الأرض عنه وهو يحاول اطفاء الضحايا الذين اشتعلت فيهم النيران, والذي ظهر في مقاطع فيديو عديدة علي السوشيال ميديا, إضافة الي طوابير المتبرعين بالدم والإقبال غير المسبوق من الشباب وكبار السن أمام المستشفيات لإنقاذ الضحايا, رغم الدعوات التحريضية التى أطلقتها الجماعة الارهابية من خلال لجانها النوعية المنتشرة علي السوشيال ميديا, ومعتز مطر علي قناة الشرق الإخوانية، والتى حرض فيها أنصاره وقواعد الإخوان على إطلاق الصفارات, مع حالة الشماتة غير المسبوقة التى انتابت جماعة الإخوان من الحادث, علاوة علي إجتزاء فيديو للرئيس حول تطوير قطاع السكك الحديدية, بهدف إثارة الفتن، وتشتيت الرأي العام, مستغلة فيه الحادث.
هناك تغيير في تفاعل الحكومة مع الأزمة والدليل هو إقالة أو استقالة وزير النقل فور الحادث, والقبض علي السائق, إضافة الي التحرك الفوري لرئيس الحكومة والوزراء المعنيين والمتابعة اللحظية من الرئيس لتطورات الحادث, ولكن العقاب الرادع والسريع والعدالة الناجزة باتت مطلباً فورياً حتي لا نستيقظ علي فواجع جديدة, وآن الأوان أن تقوم الحكومة بتنفيذ خطة متكاملة لتطوير مرفق السكة الحديد بالكامل بداية من"القطارات, الجرارات, السيمافورات, والمزلقانات, المحطات ونظم الأشارات", وتطوير الكوادر البشرية وإعادة تأهيلها لتكون قادرة علي التعامل مع حياة المواطنين والحفاظ عليها, نعي جيداً أن تطوير هذا المرفق الهام والحيوي يحتاج لأكثر من 200 مليار جنيه ليكون بالمستوي المطلوب, ولكن تلك المليارات تهون حينما تكون ثمناً لحياة المصريين, علينا بوضع خطط قصيرة الأجل لتوفير تلك الميزانية الضخمة عملاً بمبدأ الأهم فالمهم, ولتكن البداية بشراء جرارات وعربات جديدة أو تحديث البنية الأساسية للمرفق", رحم الله شهداء الوطن .
بقلم: محمد إمام