"قـال يا مقـال"
”التوكتوك والتعليم الفني”
بقلم : محمد إمام
تقف مصر الآن علي أعتاب الطريق الصحيح, بتحويل دفة الإصلاح والتنمية نحو منظومة التعليم الفني, الذي يمثل القاطرة الحقيقية لأي مجتمع, ومع إعلان الرئيس السيسي 2019 عام التعليم، بما يعكس توجه الدولة لبناء أجيال جديدة قادرة علي قيادة السفينة والعبور بها, تزامنا مع مناداة الطيور المهاجرة خلال مؤتمر"مصر تستطيع بالتعليم"الذي نظمته وزارة الهجرة تحت رعاية الرئيس, بضرورة النظر للتعليم الفني بعين الإهتمام والرعاية, وربطه بسوق العمل.
وتعالت الأصوات بضرورة إحداث ثورة في المناهج وزيادة التطبيقات العملية وتقليل النظري ليواكب التحديات التي يشهدها العالم, واستعراض تجارب الدول المتقدمة للإستفادة منها, خاصة مع افتقاده الفرص الجيدة والمصانع الصغيرة والمتوسطة التي يمكنها استيعاب تلك الأعداد، وطالبوا بحتمية مساهمة رجال الأعمال والصناعة في توفير فرص لتدريب الخريجين.
أكدت إحصائيات الجهاز المركزي أن أعداد خريجي التعليم الثانوي الفني في مصر تصل الي حوالى 450 ألف طالب وطالبة سنویا 57% ذكور و 43 % اناث موزعین كالتالي "الشعبة الصناعیة" 48%، "الشعبة التجاریة" 37 %، "الشعبة الزراعیة" 12% "والشعبة الفندقیة" 3%, وأوضحت النشرة السنویة المجمعة الي ان 50.3 % من خریجي التعلیم الثانوي الفني والمھني یعملون، ولكن السؤال أين يعملون؟ وما هي الوظائف المتاحة لهم.
"سواق توكتوك", بياع ورد وفل في الإشارات" ولا فرش في ميدان" ده لو كان شريف وأبن ناس طيبين وغلبان ", كيف لنا أن نهمل تلك الشريحة, آن الأوان أن نعي الدرس جيدا وتولي الدولة إهتماما حقيقيا بالتعليم الفني وتلك الأعداد الغفيرة وربطهم بسوق العمل من خلال عدة عوامل أهمها وضع استراتيجيات واضحة وحقيقية ومتابعة تنفيذها علي أرض الواقع, وتغيير النظرة المجتمعية لهم وأنهم أقل في المستوي من غيرهم, وإعادة تأهيلهم علي الصناعات الصغيرة والمتوسطة, التي باتت محل إهتمام العالم أكثر من أي وقت مضي, وباتت العمالة الفنية المدربة مطلبا للدول الكبري, الشباب أمل الأمة وحاضرها ومستقبلها وبدونهم لن تكون هناك نهضة حقيقية, لأن مصر الحديثة لن تبني إلا بسواعد شبابها.