"قال يا مقال"
”السبوبة والغيبوبة”
بقلم : محمد إمام
انتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة الإعلانات المضللة غير معلومة المصدر علي شاشات الفضائيات, بداية من علاجات وأدوية العظام والخشونة وأعشاب السرطان وفيروس سي وأخري لعلاج السكر, علاوة علي التخسيس وتكميم المعدة "ولو راجل كل", وأخري لعلاج الصلع الوراثي وتساقط الشعر, و"كله كوم" وفيضان علاج الضعف الجنسي والتي رفعت شعارات "رخيصة" تحمل تلميحات وايحاءات جنسية واضحة دخيلة علي مجتمعاتنا العربية المتدينة, كما أنتشرت أيضا أعلانات السحر والشعوذة ورد المطلقة وجلب الحبيب عن طريق الشيخة "فلحوسة" المغربية والشيخ"فرفوش المغربي"في تحد صارخ لكل الديانات السماوية والأعراف والتقاليد, إضافة الي انتشار القنوات الدينية المحرضة التي تبث سمومها بأسم الدين وتنشر الفكر المتطرف دون رقابة, وكله بما لا يرضي الله.
والسؤال هنا أين دور الأجهزة الرقابية؟! بداية من "حماية المستهلك"ووزارة الصحة" وقانون تنظيم الإعلام والغش التجاري, أمام إعلانات "السبوبة" وخاصة بعد ثبوت عدم صلاحية تلك الأدوية وعدم جديتها, كما أن أغلبها تخرج عن شركات تعمل بدون تصريح أو تراخيص جودة وسلامة, في الوقت الذي أكدت إحصائيات وتقارير جهاز حماية المستهلك أن هناك 6 الاف إعلان مضلل تم بثها علي 241 قناة في 2017, كما كشفت إحصائيات أخري أن ما يقارب من 800 مليار دولار يتم صرفها علي مستوي العالم في الإعلانات المضللة منها 8 مليار نصيب مصر فقط.
أري أن تلك الإعلانات الوهمية مجهولة المصدر تستغل قلة التكلفة فى تكرار الإعلان الأمر الذي يخدع الكثيرين, كما أن السبب وراء إنتشارها وتفحلها هو غياب التشريعات, لذا لابد من فرض عقوبات صارمة, ينبغي علي الهيئات الرقابية متابعة الإعلانات الوهمية وخاصة "الطبية" التي تدعى حصولها على تصريح وزارة الصحة, كما أطالب بتفعيل دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الاتصالات, لعدم عرض أى منتج طبى علي شاشات الفضائيات إلا بعد مروره على معامل وزارة الصحة للاختبار والحصول علي التراخيص للتأكد من صحتها وسلامتها على الصحة العامة.