"قـال يا مقـال"
” لا لتعريب التجريبيات ”
شهدت تلك المساحة بداية العام الدراسي المنقضي هجوما لاذعاً علي التجريبيات لغياب تدريب وتأهيل المدرسين وتأخر تسليم الكتب وتهالك البنية التحتية للمباني ودورات المياة, والعزوف عن المجموعات الدراسية, فضلا عن كثافات الفصول, وطالبت في نهاية مقالي "التجريبيات تحتضر" بتبني الدولة مشروعاً قومياً لانقاذ التعليم بما يتماشي مع متطلبات سوق العمل والتطور التكنولوجي..ولم يكن في مخيلتي حينذاك أن يكون الحل العبقري هو الغاء التجريبيات بحجة فشلها..والسؤال لوزير التعليم الم يكن هناك سبيل اخر لإصلاح منظومة التعليم سوي الهدم والابادة؟ الم تكن هناك بارقة أمل في الإصلاح أو اعادة التأهيل لإنصاف الطبقة المتوسطة التي لم ولن تجد ملاذا في جعبة الوزراء الحاليين؟ أم أن "الحكومي" بات الحل الأمثل لحماية اللغة العربية والهوية في نظر الوزير المبجل؟
أري أن وزارة التعليم لم تضف شيئا في نسختها الأخيرة, كما أري أنه لا يوجد أي تطوير للمنظومة, وكفاءة المدرس خير شاهد سواء في اللغات او الخاص او التجريبي والعام..فهناك طالب لا يجيد القراءة والكتابة في كل أنواع التعليم وبذلك يكون العامل المشترك هنا هو المدرس الذي يحتاج الي إعادة تدريب وهيكلة لان فاقد الشيء لا يعطيه "وصاحب بالين كداب" فالمدرس غير المؤهل لن يجد ما يضيفه للطالب اخلاقياً وتعليمياً, وكغيره من البشر يسعي الي تحسين أوضاعه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وبالتالي يتجه نحو الدروس الخصوصية بحثا عن الثراء ليصبح بين عشية وضحاها "نيوتن الكيمياء, وحش الفيزياء, فيثاغورس الرياضيات, ماتريكس العلوم".
القضية أكبر وأعمق مما تظن معالي وزير التربية قبل التعليم, كان الأجدر بك أن تتبني مشروعا حقيقيا للنهوض بالمعلم وتسعي جاهدا لتأهيله نفسيا واجتماعيا وعلميا وبعدها تحاسبه علي التقصير, كان الأولي أن تتبني مشروعا قوميا لإصلاح ما أفسده الدهر وحال دون أن تفرز مدارسنا أحمد زويل جديد ونجيب محفوظ ومجدي يعقوب, بعد أن تهالكت "النفوس والعقول قبل المباني والفصول", كان لازماً عليك يا وزير المعرفة أن تجد حلولا خارج الصندوق لاستيعاب الكثافات واقبال محدودي ومتوسطي الدخل, كونها الأمل والملاذ في تعليم جيد بعيداً عن جحيم"الحكومية "وغول اللغات الذي لا يقدر عليه الإ الأثرياء, وأخيراً وليس آخراً "لا لتعريب التجريبيات".
بقلم : محمد إمام