"قـال يا مقـال"
”القدس عاصمة فلسطين الأبدية”
بقلم : محمد إمام
في تحد صارخ للعالم أجمع, والقوانين الدولية التي وضعها الأقوياء لحماية مصالحهم وليس للدفاع عن الفقراء كما يدعون..وقع الرئيس الأمريكي "ترامب" مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس, ووصف التحرك "بالخطوة المتأخرة جدا" لدفع عملية السلام والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم, وما صاحبه من ترحيب نتنياهو بالقرار بل ودعوة دول العالم لحذو حذوه, يعد استفزازا غير مسبوق لمشاعر أكثر من 2 مليار و90 مليون مسلم حول العالم, كشف عن الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي الإسرائيلي, كما كشف عن القيمة الحقيقية للعرب والمسلمين في عيون الغرب .
لا أدعي بطولة حينما أغرد خارج السرب وأقول أن الرئيس الأمريكي "الأهوج المغرور" يعلم جيدا أننا بلا حول أو قوة , كما يعلم رئيس القطب الأوحد بأن العرب "أتفقوا علي ألا يتفقوا" وأنه لا حيلة لنا سوي "الجعجعة" وبيانات الشجب والإدانة و"مصمصة الشفايف",أضعفنا الغرب بدعوات الفوضي الخلاقة والحريات المزعومة, إضافة الي استخدام الخونة والباحثين عن ريادة زائفة حتي ولو علي جثامين اشقاءهم في الدين والوطن والعروبة.
هل تعلم عزيزي القارئ أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت في حربها على الإرهاب المزعوم منذ 2011 وحتى الان " مال مباشر" 2 ترليون و125 مليار و700 مليون دولار وحتي الآن لم تجني محاربة الإرهاب أية ثمار، وخلفت ورائها 370 ألف قتيل و200 ألف من المدنيين و10 ملايين لاجئ في العراق وأفغانستان وباكستان..هل تعلم أنه في عام 2014 فقط تم إنفاق ترليون و430 مليار دولار على الحروب، وذلك المبلغ يمثل 10 أضعاف منح الدول الغنية للدول الفقيرة على مستوي العالم..والسؤال ماذا كان سيحدث لو تم توجيه تلك المبالغ الضخمة لمشكلة الفقر؟ والإجابة لن يكون هناك فقيرا على وجه الأرض , ولكن أمريكا لا تريد الخير ولا تنشر الحريات كما تزعم ولا تطالب بالديمقراطية وحقوق الإنسان كما تروج أبواقها الإعلامية.
أطالب العرب والمسلمين بأن يتحدوا ولو لمرة واحدة لحماية "أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"أحلم بموقف إسلامي عربي موحد, كما أطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتكاتف وحماية المقدسات والوقوف صفا واحدا أمام محاولات الكيان الإسرائيلي لتهويد القدس وإراقة المزيد من الدماء، لأنه لا يوجد في الدنيا أحق من الحق في الحياة وسيظل القدس عاصمة فلسطين الأبدية.