" قـال يا مـقـال "
الوزراء الجدد وأحلام المصريين
بقلم : محمـد إمـام
ينتظر المصريون التغييرات الوزارية بفارغ الصبر أملاً في حدوث انفراجة في الأزمات التي تضرب الشارع بداية من الغلاء غير المسبوق في أسعار السلع والخدمات وجنون الفواتير التي أحرقت جيوب الغلابة .. ويعلق الشارع علي التغييرات القادمة أمالاً عريضة في تحقيق أحلام البسطاء والمهمشين في أبسط حقوقهم " العيش الآدمي " .
نحلم جميعا بوزراء قادرين علي التواصل المباشر مع المواطنين يشعرون بالامهم واناتهم يسعون جاهدين لتحقيق أحلامهم البسيطة ,أبواب مكاتبهم مفتوحة أمام شكاواهم , يعيدون الحق لصاحبه , ينصفون المظلوم ويقتصون من الظالم , يضربون بيد من حديد علي المتاجرين بأقوات البسطاء لتحقيق مليارات لن تسمن ولن تغني من جوع , أموال أقترفوها ظلما وبهتانا من فوه الجائع الذي لا يجد قوت يومه في ظل الغلاء الي يكتوي الجميع بناره , من الآم المرضي الذين لا يجدون رعاية صحية أو علاج في المستشفيات الحكومية ومراكز الغسيل الكلوي والقلب وعلاج السرطان , من فلذات أكبادنا الذين لا يجدون تعليم بالمدارس المتهالكة ومدرسين يرفضون الشرح لتوفير الوقت والمجهود للدروس الخصوصية .
نتمني أن يكون وزير الصحة " إنسانا " , وزير التعليم " مثقفا " , وزير الثقافة " فنانا " وزير الزراعة " فلاحا ", وزير القوي عاملة " مبتكرا", وزير التنمية المحلية من داخل " المطبخ " يعرف كل كبيرة وصغيرة عن المحليات وفسادها , وزراء يجيدون فن إدارة الأزمة وليس إنتظارها والتعامل معها بسياسة رد الفعل " المتراخي " نريدها حكومة حرب , نعم حكومة حرب علي الفساد والغلاء والوساطة والمحسوبية والرشاوي والبيروقراطية نريد ونريد والله يفعل ما يريد .
نعلم أننا في مرحلة فارقة ونعلم أيضا حجم المؤامرات التي تحاك علينا داخليا وخارجيا كما نعلم أن هناك جهودا حقيقة في مجالات الأمن والإسكان والطرق والكباري والمرافق وتنويع مصادر التسليح , ولكن بعد ثورتين نأمل في " عيش حرية عدالة إجتماعية حقيقية " نحلم بثورة إقتصادية واجتماعية , نحلم بأن تنهض مصر بسواعد شبابها ورجالها وشيوخها ونسائها , نحلم بحكومة تشعر بألآم البسطاء وأناتهم , وسنظل نحلم ونحلم الي أن يتحقق الحلم ويصبح حقيقة ملموسة يشعر بها الغلابة وحينها ستصبح مصر " أم الدنيا وأد الدنيا "