قـال يا مـقال
” أنا آسـف ”
بقلم : محمد إمام
" قـال يا مـقال "
” أنا آسـف ”
أنا آسف يا غلبان , يا تعبان , يا شقيان .. أنا آسف يا أمي , يا عمي والله غصب عني .. أنا آسف يا خالي , والله حالك من حالي , مش بأيدي يا بلدي صدقيني, أنا مجرد فرد في مجموعة " أيدي مجزوعة وممنوعة " مش قادر أوصل .. بحاول بكل طاقتي والموج فوق ارادتي .. أنا آسف .
" الطعام والدواء خط أحمر يا حكومة " سواء مع تعويم الجنية أوتحرير سعر الصرف أو حتي مع رفع الدعم تنفيذا لفرمانات صندوق النقد الدولي , كان يجب أن تكون هناك خطة واضحة للحفاظ علي " معدومي الدخل " , أطر ثابتة لتعزيز الحماية الإجتماعية , حتي لا نترك المواطن بين سندان الفقر ومطرقة الغلاء الجنوني في أسعار السلع والخدمات , ونار والفواتير التي أحرقت جيوب الغلابة .
لا يعقل أن تكون حلقات مسلسل مرضي الغسيل الكلوي والسرطان والقلب عرض مستمر لا تنتهي حلقاته , رغم تصريحات وزير الصحة بإنتهاء الأزمة وحدوث إنفراجة في المستلزمات والفلاتر والأدوية .. لا يعقل أن يستمر مسلسل الغلاء في كل شئ وأي شئ بلا نهاية " الأسعار " ولعت " يا حكومة " كيلو الأرز بـ 9 جنيه والزيت بـ 18 والسمن بـ20 و" اللحمة للفرجة فقط " والفراخ بـ 20 والسكر بـ 14 والمكرونة بـ 8 والسمك 25 والعدس 26 جنيه .
فاض بنا الكيل من حكومة لا تشعر بألام البسطاء وأناتهم , لا ندري ماذا نفعل وما العمل .. وبات سؤال مصر الي أين ؟ لا يجد إجابة, والسؤال الآن هل ستظل " حكومة إسماعيل " بمعزل عن الشعب ؟ لدرجة أن جميع التقارير تؤكد أن " كله تمام " والوضع تحت السيطرة " .. هل قرار تعديلات التعريفة الجمركية لأكثر من 320 مجموعة سلعية " يصب في خدمة الصناعة الوطنية والإنتاج المحلي؟ أم سيستفيد منه البعض كما يتردد في الشارع .. نعم علينا جميعا أن نشارك في الإصلاحات الإقتصادية وأن نتحمل عبء التغيير للعبور بالبلاد من النفق المظلم ولكن التحمل يكون بمعايير دقيقة ونسب متفاوتة تصب في صالح البسطاء وليس العكس بأن تصب معاناة الغلابة في جيوب رجال الأعمال والمحتكرين .
علي الدولة أن تواجه بحق سرطان الفساد المنتشر في كافة قطاعات الدولة بداية من التعليم والصحة ووصولا للزراعة والإسكان , علي الدولة أن تضمن وصول الدعم لمستحقيه علي أرض الواقع , لابد من محاربة المتاجرين بقوت البسطاء وأحلامهم وأبسط حقوقهم في العيش الآدمي .. عليكم بإعادة فتح المصانع المتوقفة وتوفير مستلزمات الإنتاج ومد المرافق وتشجيع المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة , علي الدولة أن تتحرك سريعا نحو جذب الإستثمارات الأجنبية وتذليل كافة العقبات أمام المستثمر الأجنبي لتحقيق معدلات نمو سريعة بالتزامن مع عودة السياحة وإيجاد حلولا لعودة تحويلات المصريين بالخارج , المواطن المصري يئن فهل سيجد من يحنو عليه ؟