زيادة التصرفات المائية الخارجة من البحيرات الإستوائية سوف تضيع معظمها فى مناطق المستنقعات بجنوب السودان.
مركز التنبؤ بالفيضان يتابع حركة السحب بمنابع النيل ويتم حساب كميات الامطار والسريان السطحي من خلال النماذج الرياضيه
شهدت أوغندا ودول الهضبة الاستوائية موجة من الأمطار المرتفعة سقطت علي بحيرة فيكتوريا اعتباراً من أغسطس 2019 مما تسبب فى ارتفاع مناسيب بحيرة فيكتوريا اعتباراً من أكتوبر 2019 حتى وصلت خلال ابريل الماضي الى درجة 13.40 متر بمعدل زيادة قدره 1.3 متر خلال ستة شهور متجاوزة بذلك أقصى منسوب مسجل للبحيرة خلال فترة الستينيات من القرن الماضى مما أدى الى تحرك جزر من الحشائش و ورد النيل باتجاه خزان أوين مما تسبب فى اغلاق محطة الكهرباء و الاضطرار لفتح بوابات الخزان لتصريف المياه.
و قد تستمر هذه الزيادة فى المناسيب خلال شهر مايو الجاري طبقاً لحالة الأمطار ، ومن المنتظر أن تؤدى التصرفات المائية الزائدة من سدى أوين وكييرا بالإضافة الى الأمطار المتساقطة على حوض بحيرة كيوجا الى ارتفاع المناسيب أيضاً فى بحيرة كيوجا المرشحة أن تتجاوز مناسيبها أعلى منسوب مسجل لها وهو 13.2 متر .
وجدير بالذكر أنه من غير المتوقع حتى الآن أن تتأثر بحيرة ألبرت بهذه التصرفات العالية المنطلقة من بحيرة فيكتوريا ، حيث أن أى زيادة فى التصرفات المائية الخارجة من بحيرة ألبرت و المنطلقة الى بحر الجبل سوف تضيع فى مناطق المستنقعات بجنوب السودان.
الجدير بالذكر أن المياه الخارجة من هضبة البحيرات الاستوائية تفقد أكثر من نصفها بمستنقعات بحر الجبل بجنوب السودان نظرا لعدم قدرة المجرى على استيعاب التصرفات العالية كما أن الفاقد بمستنقعات بحر الجبل يتزايد مع تزايد كميات المياه الواردة اليها و لا تمثل هذه الزيادة أية فائدة ملموسة لدول المصب.
هذا وبمتابعة حالة مناسيب المياه عند محطات القياس المختلفة على بحر الجبل وصولاً الى ملكال على النيل الأبيض فقد اتضح وجود تأثر محدود للمحطات الموجودة على مسار النهر قبل دخوله منطقة المستنقعات بكميات المياه الزائدة التى تم صرفها من بحيرة فيكتوريا و كذلك المعدلات العالية للأمطار على جنوب السودان مثل محطات منجلا و نيمولى ، الا أن ذلك لم يؤثر على مناسيب النيل الأبيض مما يؤكد ضياع هذه الكميات فى مناطق مستنقعات بحر الجبل بجنوب السودان.
هذا و يتم عن كثب و فى اطار المعلومات المتوفرة متابعة الموقف أولاً بأول فى هضبة البحيرات الاستوائية من خلال الأرصاد و القياسات الخاصة بالمحطات المختلفة.
وجدير بالذكر أن دولة أوغندا تُعتبر واحدة من أهم دول هضبة البحيرات الاستوائية التي يقع بها جزء كبير من بحيرة فكتوريا وكذلك بحيرة كيوجا بالاضافة الى حوالى نصف بحيرة ألبرت والعديد من الأنهار والروافد المغذية لحوض نهر النيل , وتعتبر بحيرة فيكتوريا ثاني أكبر البحيرات العذبة في العالم حيث تبلغ مساحتها حوالى 69000 كم2 ، ويبلغ متوسط عمقها حوالي 40 متر وأقصى عمق لها حوالي 80 متر ، وتتقاسمها من الناحية السياسية كل من أوغندا بنسبة 42٪ وتنـزانيا بنسبة 52٪ وكينيا بنسبة 6٪ من مساحة البحيرة ، وللبحيرة مخرج وحيد بأوغندا عند خزان أوين بجنجا ومنه تنطلق المياه من البحيرة إلى نهر النيل.
ويذكر أن سد أوين (نالوبالى) يقع على مخرج بحيرة فيكتوريا عند جنجا ، وقد بدأ بناء السد في عام1950وتم الانتهاء منه في عام 1954، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء حوالى 180 ميجاوات ، كما يقع سد كييرا على بعد حوالى 1 كم من سد نالوبالى حيث تم شق قناة من بحيرة فيكتوريا إلى موقع السد ، وقد بدأ بناء السد في عام1993 وتم الانتهاء منه في2003، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء به حوالى 200 ميجاوات , وتنطلق المياه من خزان أوين لتمر بسد بوجاجالى على نيل فيكتوريا على بعد حوالى 9.7 كيلو متر شمال غرب جنجا ، وقد بدأ بناءالسد في عام 2007 وتم الانتهاء منه في عام 2012 ، وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء به حوالى 250 ميجاوات.
هذا وتنطلق مياه بحيرة فيكتوريا من خزان أوين بحيث تكون التصرفات الفعلية وفقاً للمنحنى المتفق عليه ((Agreed curveوالذى يمثل العلاقة بين منسوب جنجا والتصرف الطبيعي للبحيرة عند شلالات ريبون قبل إنشاء سد أوين.
وتجدر الاشارة الى فترة الستينات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فى مناسيب بحيرة فكتوريا نظراً لتتابع مواسم الأمطار العالية مما أدى إلى رفع متوسطات المناسيب بالبحيرة حيث سجل المتوسط الشهري للمنسوب أعلي قيمة له خلال شهر مايو 1964 بقيمة (13.34) م .