خبير دولى يرحب بخطوات السعودية لاحتواء الازمة ويحذر من التهاون مع تهديدات ايران
حذر، الخبير الدولى الدكتور حاتم صادق استاذ بجامعة حلوان من التهاون من التهديدات التي تطلقها ايران في المنطقة والتى تسعى من خلالها الى زيادة حدة التوتر في الخليج العربى، والتي ستلقى بظلالها على صادرات النفط العالمية.
وقال الدكتور حاتم ، ان الدعوة التي وجهها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين لعقد قمتين ،عربية وأخرى خليجية في الرياض للتنسيق بين المواقف والتعامل وموجهة التداعيات التي يمكن ان تحدث في حال نشوب حرب بسبب التصعيد الايرانى. تعد خطوة استباقية في الطريق الصحيح وتتسق مع الدبلوماسية الهادئة التي تقودها الرياض لكبح جماح الأطراف التي تسعي الى تفجير المنطقة لصالح اهداف خاصة.
وأوضح الدكتور حاتم صادق ، ان التصريحات الصادرة من صناع القرار السياسي في الرياض تؤكد، ان السعودية تدرك جيدا مخاطر اللحظة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ، وهى أكثر حزما ووضوحا في التعاطي مع التهديدات المستمرة للنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة حيث أكدت أنها "سترد بقوة" على أي أعمال تخريبية جديدة. لافتا الى ان التصريحات احتوت أيضا على رسائل غاية في الأهمية منها ان الرياض لاتنوى التصعيد من اى نوع مع ايران ، ولكنها في نفس الوقت تمتلك جميع ادواتها وهى متاحة للرد على اى حماقة يمكن ان يرتكبها نظام الملالى في طهران.
واكد الخبير الدولى، إن السعودية ستفعل ما في وسعها لمنع قيام حرب في المنطقة، على الرغم من الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط ومنشآت سعودية الأسبوع الماضي.
وأوضح الدكتور حاتم صادق ان ما تقوم به ايران هذه المرة من الاستفزازات وتحرش بالسفن وناقلات النفط العملاقة في الخليج ، تبدوا مختلفة بعض الشيء ، خاصة من ناحية التوقيت ، فايران تدرك جيدا انها لا قبل لها بمواجهة عسكرية مع أمريكا ، ولكنها في الوقت نفسه
تجيد سياسة خلط الأوراق، فهى تأمل ان تجنى ثمار تلك الحرب المحتملة داخليا واقليما وعالميا، حتى في الداخل الأمريكي ذاته..
وقال انه على الصعيد الداخلى.. يأمل ملالى طهران ان تحد الحرب المحتملة من تصاعد حجم المعارضة الشعبية في الداخل ضد الفساد الاقتصادى والسياسيى الذى يدفع فاتورته أبناء الشعب البسيط.. ويمنحهم قبلة الحياة غير المتوقعة لفرصة جديدة للبقاء في السلطة... وربما تكون تلك هي الحسنة الوحيدة المؤقتة التي يراهن عليها صناع القرار هناك.
وعلى الصعيد الاقليمى، اكد الدكتور حاتم صادق "قادة ايران يتوهمون ان الحرب ستحول المنطقة الى ساحة مواجهة مفتوحة، وستعيد قراءة المشهد بصورة مغايرة في بعض مناطق التوتر ، مثل اليمن ، وسوريا ، ولبنان... وأيضا العراق التي بدأت مؤخرا انها تخرج رويدا رويدا من تحت السيطرة الإيرانية، ولكن ما لا يدركه هؤلاء القادة ان مزاج الشارع العربى تغير بشكل كبير ، خاصة بعد الاحداث التي تلت ما يسمى بثورات الربيع العربى، واصبح هناك وعى ويقين بان بعض الأطراف التي كانت في خانة الأصدقاء المحتملين باتوا الان في خانة الأعداء الصريحين، وهذا الامر ينطبق على ايران ، وبعض المنظمات والجماعات التي تنفرد باحتكار لفظ المقاومة".
على الصعيد العالمى، يريد هؤلاء القادة استثمار الخلاف الناشب بين الإدارة الامريكية ، والاتحاد الاوروبى حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية الموقعة مع ايران والمعروفة اتفاق 5 + 1 ، والذى بسببه يواجه الرئيس الامريكي دونالد ترامب موجة عاتية من الغضب الاوروبى. وتامل تلك القيادة ان تتسبب المواجهات العسكرية في زيادة هذا الشرخ ، حيث سيزيد هذا من مخاوف الأوروبيين في ان يكون لهذه الحرب تداعيات خطيرة على امنهم القومى تتمثل في تنشيط الخلايا النائمة للقيام بعمليات إرهابية تمتد لتشمل كل المدن والعواصم الأوروبية... وهذه أيضا ربما تكون من المكاسب التي يمكن ان يحققها النظام الايرانى من تلك الحرب المحتملة.
منطقة المرفقات