تكنولوجيا تعديل الجينات.. فوائد وعوائد
منحت هيئة من القضاة في مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي، حق الملكية الفكرية لطريقة جديدة لتعديل الجينات الوراثية (CRISPR-Cas9) لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ممهدة الطريق أمام شركة "إديتاس" للأدوية لاستخدام الطريقة طبيا.
وحسم القضاة في 15 فبراير، خلافا بين المعهد وجامعة كاليفورنيا التي طور علماؤها تلك الوسيلة في البداية، لكن المعمل التابع لمعهد ماساشوستس وجامعة هارفارد طورها على الخلايا الثديية (أي مثل خلايا جسم الإنسان) ودفع بطلب براءة الاختراع بشكل سريع.
وتعتمد التقنية الجديدة على طريقة بسيطة باستخدام بكتريا عادية لتعديل جينوم وراثي أو قص جزء من الشيفرة الوراثية نهائيا واستبداله بجزء آخر ينتج خصائص جسمانية مرغوبة.
ويستخدم أنزيم، يقوم بنقل جزء من الحمض النووي الريبوزي RNA، مطابق للجزء المراد تعديله لنواة الخلية يوجهه للجزء المطلوب إزالته أو تعديله من شيفرة الحمض النووي الديوكسي ريبوزي للجينوم (كما هو موضح بالشكل الذي صممته دورية ستراتفور للمعلومات).
ومن شأن تلك التقنية أن تجعل تعديل الجينات من السهولة بحيث يتوفر ليس فقط لعلاج الحالات المرضية المستعصية، وإنما حتى لتعديل الأجسام والأعضاء.
ومع أن الجدل الأخلاقي حول الهندسة الوراثية لم يحسم بعد، إلا أن استخدامها لأغراض طبية علاجية لم يتوقف وتركز عليه الأبحاث في السنوات العشر الأخيرة.
وتبشر صناعة العلاج الحيوي بعائدات بالمليارات يمكن أن تؤدي إلى نمو هائل في قطاع الصناعات الدوائية وما يسمى "الطب الحيوي" عموما.
ولتوضيح الفارق بين الآن وقبل عقدين فقط من الزمن نذكر بأن فك الشفرة الوراثية للجينوم البشري (تفصيل تركيب الحمض النووي الديوكسي ريبوزي) تطلب 13 عاما من 1990 إلى 2003، وكلّف 2.7 مليار دولار.
أما الآن، فيمكن رسم خريطة وراثية للشخص DNA في غضون أيام وربما ساعات وبكلفة قد لا تزيد عن 1000 دولار.
وهكذا، تسهم هذه التقنية الجديدة في جعل التعديل الوراثي أسهل وربما أقل كلفة في المستقبل القريب بما يوسع قاعدة الطلب عليه ويعود بالمليارات على الشركات.