الثلاثاء 25 مارس 2025 01:54 صـ 25 رمضان 1446 هـ
أي خبر
رئيس مجلس الإدارة شريف إدريس رئيس التحرير محمد حسن
×

”قـال يا مـقال”

محمد إمام يكتب .. ”يوم الشهيد والعاشر من رمضان”

الأربعاء 19 مارس 2025 05:49 مـ 19 رمضان 1446 هـ

يأتي يوم الشهيد في التاسع من مارس كل عام ليكون تذكرةً متجددة بتضحيات أبطال مصر الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، ليتزامن هذا اليوم مع احتفالات العاشر من رمضان، ذكرى انتصار القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة، ليجسد مشهداً وطنياً يعكس روح التضحية والفداء التي يتوارثها المصريون عبر الأجيال.

إن تلاقي يوم الشهيد مع ذكرى العاشر من رمضان يحمل دلالة رمزية عميقة، حيث يتلاقى معنى التضحية والوفاء مع لحظة العبور والانتصار، ليؤكد أن النصر لا يتحقق إلا بدماء الشهداء وجهود المخلصين, ففي التاسع من مارس، نتذكر البطل الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، الذي استشهد في الصفوف الأمامية للجبهة خلال حرب الاستنزاف، ليكون رمزًا للفداء والقيادة الميدانية الحقيقية, وفي العاشر من رمضان، نتذكر كيف سطَّر أبطال الجيش المصري البواسل واحدة من أعظم الملاحم العسكرية بتحطيم خط بارليف وإعادة الكرامة للأمة العربية.

لطالما كان الشعب المصري هو الدرع الحامي خلف جيشه، حيث يمده بالرجال الأوفياء الذين يضحون بأرواحهم طواعية من أجل الدفاع عن الأرض والعِرض والحفاظ علي حياة أكثر من 100 مليون مصري, في سبيل الحفاظ علي المقدرات والمكتسبات في محيط إقليمي مشتعل علي كافة الجبهات ونزاعات دولية ومخططات تقسيم لنهب ثروات الدول، ولكن دائماً وأبداً يظل الشعب المصري واعيًا بحجم التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن، ويقف داعماً لجيشه وقيادته، مدركاً أن الحفاظ على الأمن والاستقرار يتطلب التكاتف والتضحية, وأنه ليس بعد الوطن نعمة.

ولا يمكن إغفال دور الوعي الشعبي في التصدي للمخاطر، خاصة في ظل الحملات التي كانت ولا زالت تستهدف زعزعة الاستقرار وبث الفتن, من خلال نشر الشائعات والأكاذيب واستغلال الأزمات الاقتصادية, ولكن الشعب المصري الذي خاض معاركه الكبرى بروح الصمود والإيمان، يدرك اليوم أن الحرب لم تعد فقط على الجبهات العسكرية، بل تمتد إلى الحروب الإعلامية والسياسية والاقتصادية, ومن هنا، فإن الوقوف صفا واحدا خلف الدولة المصرية وقيادتها هو السبيل الوحيد لعبور تلك الأزمات بأمان.

وفي يوم الشهيد والعاشر من رمضان، يبعث المصريون برسالة واضحة إلى العالم مصر لن تنكسر، وأبناؤها مستعدون للتضحية من أجلها في أي وقت, فكما انتصر الجيش المصري في أكتوبر بروح الإيمان والعزيمة، فإنه قادر على مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي بنفس الروح القتالية, وتلك الذكرى ليست مجرد احتفال، بل تجديد للعهد بأن تبقى مصر آمنة مستقرة، محمية بسواعد أبنائها ووعي شعبها الذي لا يقبل المساس بوحدته, في رباط الي يوم الدين, وستظل مصر بلداً يصنع التاريخ ببطولات أبنائه، وستظل دماء الشهداء نبراساً يضيء طريق المستقبل، ليمضي الوطن بعزم وثبات نحو التنمية والاستقرار، متسلحاً بإرادة لا تنكسر، وجيش لا يقهر، وشعب لا يهزم.. حفظ الله مصر.

بقلم : محمد إمام

[email protected]

موضوعات متعلقة