”أنت ومالك لأبيك”

بقلم الكاتب الصغير " أدهم محمد "
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة وحينما كان يجلس الشيخ العجوز مع أبنه يسترجعان الذكريات, طرق باب المنزل, فذهب الشاب كي يفتح, واذ برجل غريب يدخل البيت ويتجه نحو والده ويقول له "أتق الله وسدد ما عليك من دين, فقد صبرت عليك كثيراً ولن أصبر مجدداً, فحزن الشاب لرؤية أبيه في هذا الموقف "المحرج" وأخذ يسأل الرجل كم علي والدي من دين, فقال له اكثر من تسعين الف ريال فرد الشاب, دع والدي وشأنه .. الدين عندي وسداده في رقبتي.
وكان الشاب قد أدخر بعض المال ليتزوج, ولكنه آثر أن يساعد والده ويقضي دينه وبالفعل ذهب وأحضر سبعة وعشرين الف ريال وأعطاهم للرجل وقال له هذه دفعة أولي والباقي عما قريب إن شاء الله.. بكي الشيخ العجوز بشدة وطلب من الرجل ان يعيد اليه المال, ولكن الشاب أصر علي رأيه, وطلب منه أن يأتي اليه بعد فترة ليأخد المتبقي من الدين, ثم قال الابن لوالده يا أبي أن قدرك عندي أكبر من الدنيا وما عليها,
أحتضن الشيخ أبنه وقال رضي الله عنك يا بني وزاد في رزقك .. وفي اليوم التالي بينما كان الشاب يعمل, زاره احد اصدقائه وكان قد انقطع التواصل بينهما منذ فترة طويلة.. وبعد السلام قال له صديقه لقد كنت بالأمس مع احد كبار التجار في المدينة وطلب مني ان ابحث له عن شاب يعرف بأمانته وأخلاقه العالية يكون طموحا قادراً علي ادارة الأعمال بمهارة, فلم اجد شخصاً أعرفه بتلك الصفات غيرك, فما رأيك؟
وبعد نقاش اتفقا علي مقابلة التاجر في المساء, وأمتلأ وجه الشاب بالسعادة مستبشراً, شاكراً ربه, وقال إن هذا من فضل ربي ودعاء والدي.
وفي المساء توجه الشاب وصديقه في الميعاد وقابلهما التاجر وتحدث اليهما, وارتاح كثيراً للشاب وسأله كم راتبك؟! فقال له راتبي 4000 ريال, فقال له اذهب في الغد وقدم استقالتك واعتبر راتبك 15000 ريال إضافة الي عمولة 10% من الربح وسيارة خاصة, فبكي الشاب فسأله لماذا تبكي فحكي له الشاب قصته وكانت المفاجأة حينما أخبره الرجل بتسديد دين والده نيابة عنه .. وحينما عاد الشاب لمنزله أخبر أبيه بما حدث فقال يا بني هذه ثمرة بر الوالدين فرد الشاب قائلا " أنت ومالك لأبيك".
"العبرة من القصة أن بر الوالدين من صحيح الدين وحسن الطاعات ".