محمد إمام يكتب .. ”حوار من أجل الوطن”
لا شك أن ما يحدث في مصر الآن, وأقصد الحوار الوطني وما يمثله من حالة فريدة, من التواصل بين كافة أطياف المجتمع المصري والقوي السياسية والإقتصادية والمجتمعية, لسماع وجهات النظر "الرأي والرأي الأخر" وخلق فرص حقيقية لتبادل الرؤي والمقترحات للوصول بمساحات مشتركة ومخرجات جدية تخدم الوطن والمواطن.
وتتمثل أهداف الحوار الوطني في تحديد أولويات العمل الوطني في المرحلة القادمة, إضافة الي الوصول لحلول في القضايا الأكثر الحاحاً التي تهم المواطن المصري, والكشف عن كوادر مؤهلة في كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وضمان تحقيق حياة كريمة تليق بالمواطن المصري والنقاش حول اليات تحقيقها في جميع المجالات, ودعوة كافة أطياف المجتمع للتحاور والجلوس علي طاولة واحدة ودعم جهود التوافق عن طريق بناء جسور الثقة والاحترام المتبادل.
أري أن ما يحدث من نقاشات داخل أروقة جلسات الحوار الوطني خلال الأسابيع القليلة الماضية والتي تنعقد أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع, بعدما توافق مجلس أمناء الحوار الوطني على عقد الجلسات بشكل أساسي في تلك الأيام من كل أسبوع، ويخصص لكل محور من محاور الحوار الوطني الثلاثة "السياسي - الاقتصادي – الاجتماعي" يوم من الأيام المشار إليها، ويمكن عقد حتى أربع جلسات في اليوم الواحد، لكل جلسة ثلاث ساعات, ما هو إلا جدية في إنجاز الجلسات النقاشية وتبادل كافة الأراء للوصول الي حلول علي أرض الواقع في جميع القضايا التي تهم الشارع المصري في الوقت الراهن.
كما أري أن دعم مؤسسات الدولة الدستورية "البرلمان والحكومة" للحوار الوطني ومخرجاته, وحماسة المشاركين في الجلسات النقاشية وأعضاء مجلس الأمناء للوصول الي حلول عن طريق طرح الرؤي والحلول وإعطاء توصيات, جميعها إشارات إيجابية لنجاح الحوار الوطني, ورفع معه سقف طموحات الشارع المصري بعدما شعر الجميع بأن هناك مجهودات كبيرة بذلت خلال المرحلة التحضيرية للحوار الوطني وأن هناك أمل في خروج توصيات وحلول علي أرض الواقع بما يفيد الوطن والمواطن.
جميعنا نتمني الخير للوطن الأم مصر, جميعنا نتفق ونختلف من أجل الوطن, للعبور به لبر الأمان, جميعنا يعلم أيضاً حجم التحديات التي تواجه دول العالم أجمع ومن بينها مصر, إضافة الي حجم التحديات التي تواجهنا بشكل خاص علي الحدود بداية من الحروب والنزاعات ومخططات التقسيم وتركيع الدول ونهب الثروات, نقف خلف الوطن في عثراته, نتفق ونختلف من أجله, فليس لنا وطن سواه فمصر تمرض ولا تموت وكانت وستظل وتبقي في رباط الي يوم الدين.
بقلم : محمد إمام