”قـال يا مـقال”
الكاتب الصحفي محمد إمام يكتب.. ”التسامح والإعتذار محبة وقرار ”
"معلش .. حقك عليا .. أنا آسف .. لو سمحت .. بعد إذنك .. متشكر جداً", جميعها مصطلحات تدل علي حسن الأدب والتربية والزمن الجميل, ثقافة الإعتذار عن الخطاً التي غابت عنا مؤخراً مع وتيرة الحياة المتسارعة, فحينما تخطئ وجب عليك الإعتذار دون مكابرة أو عند, فالاعتذار لغة الكبار, وليس ضعف أو قلة قيمة أو خوف, أن تعتذر دليل قوتك ورقيك, دليل أخلاقك وتقدمك.
لا تخاصم فالعمر محسوب والرزق مكتوب إن قل العمر أو كثر فهو محدود, عملاً بقول النبي الكريم ينادي مناد من كان أجره علي الله فليدخل الجنة مرتين, فيقوم من عفا عن أخيه, ومن عفا وأصلح فأجره علي الله, وخاصة أننا في أيام كريمة ترفع فيها الأعمال الي الله, كما أنه يتبقي أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان المبارك وما به من نفحات ربانية ونسمات إلاهية عطرة.
أنصحكم ونفسي بالتحلي بالعبادات الدينية الأدمية والأخلاقية, فالدين معاملة بين بني البشر قبل أن يكون مع خالق البشر, وأنني علي يقين بأن من يتق الله ويحافظ علي الصلة مع الله لابد وأن يتحلي بمكارم الأخلاق, والتي يأتي علي رأسها حسن الخلق والمعاملات, فمن غير المعقول أو الجائز أن يكون المرء مؤدياً للعبادات والفروض وأركان الدين, ويكون ظالماً جافاً غليظ القلب في تعاملاته مع الأخرين, أو العكس.
لكن تلك الكلمات دعوة للتحلي بثقافة الإعتذار والتسامح ومكارم الأخلاق ليسامح كل منا الأخر, نتحاب في الإنسانية, إن أسأت أعتذر, إذا أخطأت أعتذر, فمجرد إبتسامتك في وجه أخيك صدقة, وخيركم من يبدأ بالصلح, ومهما كان حجم الخلاف أو الضرر فبمجرد أن تعتذر سيذوب جبل الجليد, ويهدأ بركان الغضب, وتصبح العداوة محبة والبغضاء الي ود, وعلي رأي المثل القديم "خد لك من كل بلد صاحب" فالحياة أبسط من تلك التعقيدات التي نصنعنها بأيدينا, وأسهل من المكبلات والقيود والبروتوكولات التي يصنعها البشر, لتكن السهل اللين الرحيم ونبتعد عن الفظاظة وغلظة القلب, فالجنة لا يدخلها متخاصم أو قاطع رحم أو غليظ القلب.
دعوة رمضانية إنسانية دعونا نتصالح مع أنفسنا قبل أن نتصالح مع غيرنا من بني البشر دعونا نعلم جيداً أن الدنيا دار مقر والأخر مستقر, نعيشها بحب وتسامح وسلام ليتذكرنا الجميع بالخير والسيرة الطيبة بعد الموت, أفضل من أن تكون منبوذا يخافك الجميع, عملا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "إن أشر الناس منزلة يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه" ووصفه بأشر الناس، والله جل جلاله يبغض من كانت تلك صفاته بلسان نبيه "إن الله ليبغض الفاحش البذيء"
بقلم : محمد إمام